شرطي بريطاني يعترف بارتكاب 85 جريمة وانتهاكاً جنسياً على مدار 17 عاماً

لندن

ديمة ونوس

avata
ديمة ونوس
ديمة ونوس
17 يناير 2023
شرطي بريطاني مجرم: ارتكب 85 جريمة وانتهاكاً جنسياً على مدى 17 عاما
+ الخط -

اعترف الشرطي البريطاني ديفيد كاريك (48 عاماً)، أمس الإثنين، أمام محكمة ساوثوارك بارتكابه جرائم سادية ضدّ 12 سيّدة، مما أثبت عليه 49 تهمة تغطّي 85 جريمة خطيرة، شملت انتهاكات جنسية اقترفها من موقعه على مدار 17 عاماً كان فيها فرداً من أفراد شرطة العاصمة لندن.

وكشفت الشرطة والمدّعون العامّون أن كاريك استغلّ منصبه وسلطته على مدى ما يقارب العقدين من الزمن لتهديد ضحاياه في حال كشفوا عن الجرائم التي ارتكبها بحقّهن، ما يعني أن احتمال وجود المزيد من الضحايا هو أمر وارد جداً.

عمل كاريك لسنوات حارساً شخصياً لمسؤولين في "داونينغ ستريت" وفي البرلمان

ونقلت صحيفة "ذا غارديان" عن إحدى الضحايا قولها إن كاريك أرسل لها صورته الشخصية بزيّ العمل والمسدّس يتدلّى من خصره (علماً أنه لا يحق للشرطة في بريطانيا أن تحمل الأسلحة أو أن تُظهرها)، وهدّدها بالقتل لو كشفت أمره، مضيفاً أنه لن يترك أي أثر بعد قتلها. كما ذهب الشرطي أبعد من ذلك، بحسب الضحية، إذ أرغمها على الاستمرار بالعلاقة معه وإلا ملأ سيارتها بالموادّ المخدّرة غير القانونية واشتكى عليها.

وعمل كاريك لسنوات حارساً شخصياً لمسؤولين في "داونينغ ستريت" وفي البرلمان، إضافة إلى قيادته وحدات الحماية الدبلوماسية والبرلمانية، إلى جانب السفارات. 

وكان لافتاً أن تعترف الشرطة ببعض التهاون في القضية، إذ إنها تلقّت بلاغات عن تسع حوادث خطيرة ارتكبها الشرطي بين عامي 2000 و2021، بما في ذلك حالات اغتصاب أو اشتباك مع الضحايا، إلا أنها لم تتخذ بحقّه أي إجراء، لأن الضحايا رفضن تقديم شكوى رسمية، مع العلم أن الخوف من ردّ فعله كان الرادع الأكبر لامتناعهن عن تقديم الشكاوى الرسمية.

واللافت أكثر أن كاريك حصل على سلاح عام 2009، على الرغم من تلقّي الشرطة لبعض البلاغات ضدّه منذ العام 2001، كما أنه في العام 2017 اجتاز الفحص الدوري وتابع عمله، ثم تقدّمت سيّدة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول عام 2021 بشكوى تقول فيها إن الضابط قد اعتدى عليها جنسياً، وإنها لولا مقتل سارة إيفيرارد على يد شرطي آخر في العام نفسه لما تجرّأت على التقدّم بالشكوى، فاعتقلته الشرطة ثم أخلت سبيله بعد أن سحبت السيدة ادّعاءها خوفاً من العواقب، فاستكمل عمله وأعادت له السلطات كل الصلاحيات التي كان يمتلكها، إضافة إلى السلاح المرخّص. 

وإلى جانب ارتكابه جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية، صرّحت الشرطة بأن كاريك "سعى طوال تلك السنوات للهيمنة على ضحاياه وإذلالهن، مستخدماً العنف اللفظي والجنسي لإهانتهن، بما في ذلك التبوّل على بعضهن". 

وفي لقاء مع "بي بي سي" صباح الثلاثاء، اعتذر مفوّض شرطة العاصمة مارك رولي عن "أوجه القصور"، قائلاً إن شجاعة الضحايا "مثيرة للإعجاب، لكننا خذلنا الناخبين من خلال التغاضي عن الإشارات التي وردتنا على مدار السنوات العشرين الماضية".

كما اعتبر رولي أن كل امرأة ستكون معرّضة للأسف للقاء شرطي "متحرّش" أو متّهم بممارسة أمور مماثلة، لكنه وعد بإحداث "تغيير منهجي للكشف عن المجرمين وطردهم" في أعقاب قضية ديفيد كاريك.  

يُذكر أن وزارة الداخلية البريطانية كشفت قبل يومين في تقرير لها عن إدانة 90 من أفراد الشرطة العام الماضي لارتكابهم جرائم تتعلّق بالفساد وممارسة العنف والتحرّش والاعتداء الجنسي على المواطنين، بمن فيهم الضابط السابق واين كوزينز، المحكوم منذ أكتوبر العام 2021 بالسجن المؤبّد بتهمة اختطاف سارة إيفيرارد من أحد شوارع لندن ثم اغتصابها وقتلها.

ومع أن بيانات وزارة الداخلية تؤكّد قيام الجهات المختصة بمراجعات دورية للانتهاكات التي قد يرتكبها عناصر الشرطة، إلا أن حادثة اختطاف سارة إيفيرارد في مارس/آذار 2021 واغتصابها ومن ثم قتلها فتحت الباب واسعاً على تلك الانتهاكات الخطيرة التي قد يمارسها بعض أفراد الشرطة مستغلّين موقعهم وسلطتهم. 

ذات صلة

الصورة
سودانيات نزحن إلى القضارف بسبب ويلات الحرب، 6 يوليو/ تموز 2024 (فرانس برس)

مجتمع

حذّرت "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية في تقرير أصدرته اليوم الإثنين، من أنّ طرفي الحرب في السودان، وخصوصاً قوات الدعم السريع، ارتكبا "أعمال عنف جنسي واسعة النطاق".
الصورة
احتجاجات جامعة أكسفورد تضامناً مع فلسطين 23/5/2024 (إيزابيل إنفانتيس/رويترز)

مجتمع

اعتقلت الشرطة البريطانية، الخميس، 16 طالباً من "منظمة أكسفورد للعمل من أجل فلسطين" خلال اعتصامهم السلمي داخل مكتب نائب مستشار جامعة أكسفورد.
الصورة

سياسة

وصف طبيب إسرائيلي يعمل في مستشفى ميداني في منشأة اعتقال يُحتجز فيها أسرى من قطاع غزة، الظروف التي يعاني منها الأسرى، والتي وصلت إلى حد قطع أطرافهم.
الصورة
الاحتلال الإسرائيلي واعتداء على طفل فلسطيني في الضفة الغربية (عامر الشلودي/ الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية بأنّ عام 2022 كان أكثر الأعوام دموية بالنسبة إلى الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 15 عاماً، وطالبت القوات الإسرائيلية بضرورة إنهاء الاستخدام غير القانوني للقوّة القاتلة ضدّ المدنيين.
المساهمون