سوريون في تركيا يتوقون للعودة إلى بلادهم مع تقدم فصائل المعارضة

07 ديسمبر 2024
رواج أمام المتاجر السورية بسوق مالطا، 6 ديسمبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعيش العديد من السوريين في تركيا على أمل العودة إلى وطنهم بعد تقدم المعارضة السورية في عملية "ردع العدوان"، مثل وفاء عمر التي تشعر بالتفاؤل رغم أن ابنتها تدرس في إسطنبول.
- محمد عامر الزكور، مهندس من حلب، يشارك وفاء في الحنين للوطن، لكنه يواجه صعوبة في إقناع أبنائه بالعودة، ويأمل في المساهمة بإعادة بناء سوريا بعد سيطرة المعارضة على مناطق استراتيجية.
- يعبر الشاب محمد ناعس عن ثقته في سقوط النظام السوري قريباً، ويشعر بأن العادات السورية جزء من هويته، ويطمح للعودة إلى وطنه.

يتوق سوريون في تركيا للعودة إلى بلادهم، مع إحراز فصائل المعارضة السورية تقدّما لافتاً منذ أن بدأت بشن عملية مفاجئة أطلقت عليها اسم "ردع العدوان" في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

أمضت وفاء ثمانية أشهر في سجن سوري في العام 2014 ولجأت بعد الإفراج عنها إلى إسطنبول، وهي الآن تشعر بحماسة كبيرة لفكرة أنها قد تتمكن من التنزه قريباً في شوارع دمشق. وتقول هذه المرأة الأربعينية: "منذ أسبوع يتملكني شعور جميل جداً، وفي الأمس بكيت طويلاً"، وهي على ثقة بأن التقدم السريع لفصائل المعارضة في سورية سيفضي إلى "حل سياسي" حتى قبل أن يصل القتال العاصمة دمشق.

امرأة سورية تشتري الخبز من مخبز سوري في سوق مالطا، 6 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
امرأة سورية تشتري الخبز من مخبز سوري في سوق مالطا، 6 ديسمبر 2024 (فرانس برس)

سوريون في تركيا: "من الطبيعي أن نحن"

على غرارها، يعيش نصف مليون لاجئ سوري في إسطنبول، كبرى المدن التركية. وقد لجأ ما مجموعه ثلاثة ملايين سوري إلى تركيا هرباً من الحرب التي قضى فيها نصف مليون شخص منذ العام 2011.

يمر الناس أمام المتاجر السورية في سوق مالطا، 6 ديسمبر 2023 (فرانس برس)
يمر الناس أمام المتاجر السورية في سوق مالطا، 6 ديسمبر 2023 (فرانس برس)

تُفكر وفاء عمر في مرحلة أولى أن تقوم "برحلات ذهاب وإياب" إلى دمشق لأن إحدى بناتها انضمت للتو إلى جامعة في إسطنبول. إلا أن الكثير من العائلات ستسعى في غضون أشهر قليلة للعودة نهائياً إلى سورية على ما تؤكد. لطالما نظرت وفاء عمر التي أدخلت السجن بسبب منشورات لها عبر فيسبوك مناهضة للسلطات السورية، بريبة إلى زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني الذي يقود تحالف فصائل المعارضة الذي يشن الهجوم الحالي ويريد إطاحة رئيس النظام السوري بشار الأسد. وتقول المدرّسة المنخرطة في جمعية لمساعدة النازحين، "في البداية كنت ضده لكن الآن أحبه كثيراً لأنه نجح في ما فشل الجميع في تحقيقه. يقوم بعمله الآن وسينسحب لاحقاً". 

على بعد شوارع قليلة، في حي فاتح حيث للجالية السورية وجود كبير، يرى محمد عامر الزكور أيضاً أن الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام "تغير كثيراً". ويقول المهندس المدني البالغ 58 عاماً وهو من مدينة حلب "من الطبيعي ان أحن إلى وطني". وهو يتابع عن كثب التطورات الميدانية مع التقدم السريع لفصائل المعارضة التي سيطرت على حلب (شمال) وحماة في الوسط وباتت على أبواب حمص في الوسط أيضاً، ضمن الهجوم الذي تم في 27 نوفمبر/تشرين الثاني.

السوري محمد عامر الزكور بحي الفاتح في إسطنبول، في 6 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
السوري محمد عامر الزكور بحي الفاتح في إسطنبول، في 6 ديسمبر 2024 (فرانس برس)

أضاف "شخصياً ممكن أن أعود بسهولة لأتابع عملي مهندساً مدنياً وأشارك في بناء سورية المستقبل بإذن الله، ولكن أجد صعوبة في إقناع أبنائي الذين تربوا في تركيا وذكرياتهم فيها وثقافتهم تركية بالعودة معي"، متابعاً "أبنائي أصبحوا أتراكاً. أنا عربي أحن إلى بلدي، ذكرياتي هناك، أصدقائي هناك، عملي هناك، تجارتي هناك تركتها".

ويرجّح أن تنظر الحكومة التركية بعين الرضا إلى عودة أعداد كبيرة من اللاجئين لبلادهم، في ظل تنامي مشاعر مناهضة للسوريين في الآونة الأخيرة. وتوقّع وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، الأربعاء، حصول تدفق اللاجئين للعودة في حال تمكنت الفصائل المعارضة من الإمساك بالمدن التي سيطرت عليها في الآونة الأخيرة، مع اعتباره في الوقت عينه أنه لا يزال من المبكر الإسراع إلى ذلك.

 لا بديل عن الوطن

يبدي سوريون في تركيا ثقتهم بأن سقوط رئيس النظام السوري بشار الأسد بات مسألة وقت. ويقول الشاب محمد ناعس (20 عاماً) الذي يشرف على متجر للعائلة في المدينة التركية "سيسقط الأسد خلال بضعة أيام. ما لم تتم الإطاحة به، سينسحب من تلقاء نفسه، ليست لديه خيارات أخرى". ويضيف الشاب الذي يتحدث التركية بطلاقة "نصفنا (في إشارة للسوريين) باتوا على شفير العودة... والنصف الآخر سيعودون بعد حين أو آخر لأن لا مكان يعوضنا عن وطننا".

الشاب السوري محمد ناعس بإسطنبول، 6 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
الشاب السوري محمد ناعس بإسطنبول، 6 ديسمبر 2024 (فرانس برس)

ولا يبدي الشاب أي تردد في التخلي عن حياته في تركيا التي وصلها وهو لمّا يزل في الثامنة من العمر. ويوضح "أمضيت هنا وقتاً أطول مما أمضيت في سورية، لكن عاداتنا وتقاليدنا هناك. يحدثنا أهلنا دونما توقف عن ذكرياتهم الجميلة في البلاد". يضيف "نريد أن نعود لنتمكن من أن نعيش ما رووه لنا".

(فرانس برس)

المساهمون