استمع إلى الملخص
- السوريون العالقون يصفون تعامل خفر الحدود بـ"الابتزاز" و"اللاوطني"، ويخشون من الاعتقال والخدمة الإلزامية، في ظل تفرقة واضحة في المعاملة بينهم وبين اللبنانيين.
- مصدر أمني يكشف عن دخول مئات اللبنانيين إلى سورية دون تصريح، مع توقعات بزيادة الأعداد في حال تصاعد العدوان، وسعي دبلوماسي سوري للحصول على مساعدات باسمهم.
على الحدود بين سورية ولبنان، وفي نقطة المصنع الحدودية أمام المعبر، يقف مئات الفارين من العدوان الإسرائيلي على لبنان من المواطنين السوريين أفراداً وعائلات، منذ ساعات طويلة، بانتظار أن يسمح لهم بالدخول إلى بلدهم الأم، كونهم لا يمتلكون ضريبة عودتهم إلى موطنهم، في الوقت الذي يُسمح للنازحين اللبنانيين بالمرور دون أي مقابل.
وحيد العلي؛ اسم مستعار لأحد السوريين العالقين على الحدود، يقول لـ"العربي الجديد"، إنه واحد من عشرات المواطنين السوريين العالقين على الحدود السورية اللبنانية، الذين لا يملك أيّ منهم مبلغ 100 دولار للدخول إلى البلاد بعد فرارهم من لبنان في أعقاب التصعيد الإسرائيلي في الجنوب اللبناني، مضيفاً "المفارقة في الأمر أننا نرى خفر الحدود السورية يمررون المواطنين اللبنانيين أمام أعيننا دون أن يطلبوا منهم حتى ولو دولاراً واحداً". متسائلاً؛ "كيف ذلك؟ هل من المعقول أن يعامل الأجنبي معاملة ابن البلد، بينما يعامل ابن البلد معاملة الأجنبي، وهل هذا القانون يطبق في بلاد أخرى؟"، ومؤكداً أنّ: "الموضوع ليس مزحة، ولا أحد يستجيب لنا، هنالك عائلات سورية بأكملها عالقة هنا".
أما الشاب السوري محمد الشامي، وهو اسم مستعار أيضاً، المتحدر من ريف دمشق، الهارب من لبنان برفقة والدته، فيصف تعامل خفر الحدود مع المواطنين السوريين العائدين من لبنان بـ"غير المسؤول" و"اللاوطني"، واصفاً ما يقومون به بـ"ابتزاز لمواطنيهم في ظرف إنساني صعب"، مضيفاً أنه بات مطلوباً للخدمة، ويخشى أيضاً من اعتقاله وسحبه إلى الخدمة الإلزامية، موضحاً أن أحد أصدقائه عندما حاول الدخول إلى سورية سُلّم ورقة لمراجعة فرع الخطيب الأمني سيئ السمعة، مشيراً إلى أن "هناك مضايقات بحق السوريين العالقين يرتكبها حرس نقطة الحدود، في الوقت الذي يعامل فيه النازحين اللبنانيين بطريقة حضارية"، بحسب الشامي.
ويتساءل الشامي: "لماذا هذا التفريق في المعاملة بين المواطنين السوريين والنازحين اللبنانيين من الجانب السوري؟ لماذا علينا نحن أن ندفع كي ندخل أرضنا وهم لا؟"، مؤكداً أنه يقف مع الحالة الإنسانية للنازحين اللبنانيين، ولكنه يستهجن "التفرقة التي تمارسها العناصر الأمنية بين ابن دمشق وابن الضاحية"، على حد تعبيره.
أحد المصادر الأمنية، الذي فضّل إخفاء اسمه، كشف لـ"العربي الجديد" عن دخول عشرات الأفراد والعائلات اللبنانية خلال اليومين الفائتين إلى سورية، قائلاً إن ما يقارب 1100 لبناني ولبنانية اجتازوا الحدود السورية من ثلاث نقاط هي المصنع والقصير والدبوسية نحو دمشق والساحل السوري وحمص بشكل رسمي دون أي تصريح يذكر من حكومة النظام، مرجحاً أن تكون الأعداد أكبر، إذ علم من مصادره الخاصة أن ثمة نازحين عبروا من خلال النقاط غير الشرعية، وبمساعدة بعض المسلحين التابعين للنظام إلى سورية، أغلبهم من الجنوب اللبناني والضاحية.
وأشار المصدر الأمني إلى أنه من المرجح أن تزداد أعداد اللاجئين اللبنانيين في حال تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي على لبنان، ملمحاً إلى أن "جهات دبلوماسية سورية في الأمم المتحدة بدأت تسعى لتحصيل مساعدات على اسم هؤلاء، تمهيداً للاستفادة من الظرف".