ارتفع عدد الأشخاص المتوفين من جراء تناولهم أحد أنواع الفطر السام الذي ينبت في عدد من مناطق ريف محافظة الرقة شمالي سورية إلى 11، اليوم السبت، بعد 4 أيام من نقلهم إلى غرف العناية المركزة في مستشفى الرقة الوطني.
ويقول الناشط أسامة أبو عدي لـ"العربي الجديد" إن سكان الرقة وريفها يميزون هذا النوع من الفطر السام نتيجة خبرة متوارثة عبر أجيال لتجنب التسمم به. كما أن الأكبر سناً يعمدون إلى التوعية حول أنواع الفطر التي تنبت فيها، وكيفية تمييز الفطر السام من غير السام، والذي يمكن أكله، مع عدم السماح للأطفال بتناول الفطر في حال جمعه من دون أن يفحصه أصحاب الخبرة".
ويلفت أبو عدي إلى أن عدد المخيمات في ريف الرقة يبلغ حالياً 58 مخيماً، وحالات التسمم حدثت بين نازحين من مناطق ريف حمص الشرقي، وتحديداً المناطق المحيطة بمدينة تدمر، كون الأهالي لا يملكون خبرة كما أهل المنطقة في التمييز بين أنواع الفطر. ويوضح أن السكان المحليين يعرفون الفطر السام ويتجنبونه.
ويقول مصدر طبي في مستشفى الرقة الوطني لـ "العربي الجديد" إن عدد المتوفين من جراء التسمم بعد تناولهم نوعاً من الفطر السام بلغ 11 شخصاً"، لافتاً إلى أن من بين المتوفين رعاة أغنام، فيما تجاوز عدد الإصابات الثلاثين من مناطق ريف حمص الشرقي من كل من السخنة وتدمر. ويعود سبب ارتفاع عدد الوفيات والإصابات إلى تناول الرعاة الفطر مع عائلاتهم".
ويؤكد الطبيب عيسى النويران من قسم الأطفال في مستشفى الرقة الوطني في حديثه لـ "العربي الجديد" أن غالبية الأطفال في حالة صدمة، ويحتاجون إلى محاليل وريدية، وقد ظهرت على بعضهم عوارض فقر الدم الانحلالي، وباتوا يحتاجون إلى نقل بلازما ودم.
في هذا السياق، يؤكد محمد أبو عمار (56 عاماً) لـ"العربي الجديد" أنه يصعب على كثيرين تمييز الأنواع السامة من الفطر من الأنواع غير السامة. ويقول: "هناك نوع معروف بعيش الغراب، ويمكن تمييزه عن الفطر السام من خلال لونه الأقرب إلى البني من الأسفل، كما أن له رائحة مميزة. وعادة ما يميل لون القسم الأسفل من الفطر السام إلى الأبيض أو الأصفر. وكوننا من أبناء منطقة الرقة، نمنع الأطفال من تناول الفطر بعد جمعه خشية عدم قدرتهم على التمييز بين أنواعه".
يضيف أبو عمار: "سابقاً، كان والدي أو جدتي يتفحصان ما نجلبه. وفي الوقت الحالي أتولى هذه المهمة. ولا نتناول أنواع الفطر التي نشكك في احتمال أن تكون سامة".
وفي الـ20 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول، توفي الطفل يوسف العايد وهو من أبناء بلدة الطيانة في ريف دير الزور، من جراء تناوله فطراً ساماً، وذلك بعد وصوله إلى المستشفى، بينما توفي صديقه عبد الرحمن الصالح الذي جلب معه الفطر أيضا قبل وصوله إلى المستشفى.
وتنمو في مناطق ريف الرقة في هذا الفصل من العام أنواع من الفطر بعضها سام يميزه رعاة الأغنام والسكان المحليون ويقومون بإزالته خوفاً من أضراره.