سورية: وفاة مدير مدرسة متأثراً بطعنة طالب في مدينة حماة

07 يناير 2023
تعرض للطعن بآلة حادة من قبل طالب بعمر الخامسة عشر (مديرية التربية في حماة/فيسبوك)
+ الخط -

توفي، اليوم السبت، مدير مدرسة في مدينة حماة وسط سورية، متأثراً بجراحه التي أصيب بها منذ أيام، إثر طعنه بآلة حادة من طرف أحد طلاب المدرسة.

وكان المُدرّس عبد العزيز القاسم (57 عاماً) مدير مدرسة عبد المعين قطرميز في منطقة القصور بمدينة حماة وسط سورية، قد تعرض في الرابع من يناير/كانون الثاني الجاري، للطعن بآلة حادة من قبل طالب بعمر الخامسة عشر، ما أدى لإصابته بجروح بالغة، نقل إثرها إلى المستشفى.

وقال مصدر خاص، رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية لـ"العربي الجديد"، إن الجاني أحد طلاب المدرسة، كان قد هجم على مدير مدرسته، وحطم زجاج سيارته، ثم طعنه ثلاث طعنات في البطن استوجبت نقله إلى المستشفى ليقيم في العناية المركزة ثلاثة أيام قبل أن يفارق الحياة.

فيما قالت مديرية تربية حماة عبر مكتبها الصحافي، إن حادثة الاعتداء جرت داخل الحرم المدرسي في نهاية الدوام الرسمي، إذ جرى الاعتداء على مدير المدرسة من قبل طالب من خارج المدرسة، دون أن توضح سببها أو دوافعها.

وفيما لم يجر إلى الآن تحديد دوافع هذه الجريمة، رجح البعض أن تكون مدفوعة بالانتقام من تشدد المدير أثناء الامتحانات.

وكان المكتب الصحافي للمديرية قد نشر صوراً من زيارة مدير تربية حماة للأستاذ أثناء إقامته في غرفة العناية المركزة، بهدف الاطمئنان على حالته، ونقل صورة الوضع لوزير التربية الذي وعد بمتابعة القضية، بحسب ما أورد المكتب.

ردود غاضبة

وقوبلت الحادثة بردود أفعال غاضبة من الأهالي والمدرسين، الذين انتقدوا حالة الفوضى التي تعيشها مناطق النظام السوري، وهاجموا وزارة التربية ووزيرها دارم طباع، متهمين إياه بالتقصير في أدائه وهدر كرامة المدرسين، دون اتخاذ أي إجراء من شأنه إعادة اعتبارهم وقيمة عملهم في المجتمع.

وقال مدرس من مدينة حماة، فضّل عدم ذكر اسمه لدواع أمنية، لـ"العربي الجديد": ما الذي نتوقعه من وزارة يدير شؤونها وزير لا يفقه شيئا في العملية التعليمية، فهو طبيب بيطري ولم يعمل في قطاع التعليم، اعتدنا على القرارات المجحفة التي تصدرها الوزارة، لكن لا نرضى بالوصول إلى هذه المرحلة، فقد اعتاد السوريون خلال عقود طويلة أن يكون للأستاذ والتعليم قدسية واحترام بين جميع فئات الشعب، أما اليوم فكرامة الأستاذ مهدورة أمام أصغر عنصر أمني.

وأردف: "كالعادة سننتظر التحقيقات، ونراقب إطلاق سراح الجاني بذريعة أنه قاصر ولم يبلغ السن القانونية".

طلاب وشباب
التحديثات الحية

ويعيش الأهالي في مناطق النظام السوري، ظروفاً أمنية صعبة نتيجة ارتفاع معدلات الجريمة، إذ احتلت سورية المرتبة الأولى عربياً والتاسعة عالمياً، بحسب موقع "نومبيو" المختص في الأبحاث وتصنيف الدول، ويعد انتشار السلاح والحبوب المخدرة، إضافة للفقر والبطالة، أهم عوامل ارتفاع معدلات الجريمة.

وأكد محمد هزاع، مهندس من سكان مدينة حماة، لـ"العربي الجديد"، أن الانفلات الأمني الذي وصل إلى المدارس بات يخلق حالة من الرعب لدى الأهالي أثناء إرسال أبنائهم إلى هذه المؤسسات التعليمية، موضحاً أن هذه الحادثة، من شأنها أن تعزز حالة العنف بين الطلاب أنفسهم، وخاصة في ظل المحسوبيات التي تحمي الظالم ولا تنصف المظلوم، وطالب هزاع السلطات بألا تدع هذه الحادثة تمر مرور الكرام، لأنها سابقة يمكن أن تؤسس لوضع خطير في المنطقة.

المساهمون