سورية: معلّمون يضربون عن العمل حتى إشعار آخر في إدلب

17 أكتوبر 2022
في إحدى مدارس إدلب (كريس ماكغراث/ Getty)
+ الخط -

أضرب معلمون سوريون عن التدريس في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، الإثنين، حتى تتحقق مطالبهم المتمثلة في الحصول على مستحقاتهم المالية مقابل الخدمات التي يقدمونها للتلاميذ في المنطقة.

ويقول مدرّس مادة الرياضيات في مدرسة "المتنبي" للتعليم الثانوي بمدينة إدلب عبد الحميد اليوسف، لـ"العربي الجديد"، إن "نحو 80 معلماً ومعلمة أعلنوا توقفهم عن التدريس حتى إشعار آخر، احتجاجاً على حكومة الإنقاذ التي كانت قد وعدتهم برواتب شهرية مقابل الخدمات التي يقدمونها للتلاميذ، ولم تفِ الحكومة بوعودها حتى الآن".

وجاء الإضراب بعد وقفة احتجاجية نظّمها المعلمون أول من أمس السبت في المدارس الحكومية داخل المحافظة. وحمل المعلمون يافطات تشير إلى رفض دخول المعلمين إلى الصفوف إلى حين تأمين مستحقاتهم الشهرية من قبل الحكومة، أو من المنظمات الإنسانية العاملة بالمنطقة، بحسب اليوسف.  

وأضاف المتحدث أن "المدارس التي أضرب معلموها عن التدريس هي المتنبي والثورة، المدرستان الوحيدتان الخاصتان بتقديم التعليم للمراحل الثانوية للطلاب، وتعتبران الوحيدتان في المدينة، وتضمان أكثر من 50 شعبة".

من جهته، يقول مدرّس مادة اللغة العربية للصف الثالث الثانوي محمد سلوم، لـ"العربي الجديد"، إن "عدد الطلاب الذين تضرروا من إضراب المعلمين في المدارس يبلغ أكثر من 2000 طالب من المرحلة الثانوية بالفرعين الأدبي والعلمي".

كما تؤكّد المدرّسة نورا النايف أن "الواقع الذي يعيشه المعلمون في محافظة إدلب دفعها للمشاركة في الإضراب المعلن"، مشيرة إلى أنها "تعي خطورة الأمر على التلاميذ، لكن لا بد من التحرك ضد الحكومة التي صدرت نفسها على أنها كفيلة المنطقة والمؤسسات، وحتى الآن لم تقدم أي شيء للمعلمين".

وتتابع النايف أنها وقّعت على عريضة قدمت لوزارة التربية في "حكومة الإنقاذ" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"(جبهة النصرة سابقا)، تطلب منها توضيح مسألة المخصصات الشهرية للمعلمين، وتحديد قيمتها، وجاء فيها أن الجميع "لن يعودوا إلى العمل إلى حين الرد على التوضيح المقدم من قبل المعلمين".

وسبق أن اتهم ناشطون محليون "هيئة تحرير الشام" باتباع سياسية "تخصيص التعليم"، وتحويله إلى المدارس الخاصة، الأمر الذي ينهك الأهالي القابعين في مناطق سيطرة الهيئة، بسبب الرسوم المرتفعة، في مقابل عدم تعويض المعلمين في المدارس العامة، الأمر الذي يدفعهم إلى الاستقالة والبحث عن مهن أخرى.

ويعاني قطاع التعليم في محافظة إدلب من ضعف كبير بسبب توقف الدعم من قبل الجهات الدولية المانحة، وسيطرة "هيئة تحرير الشام" على المؤسسات التربوية في المنطقة.

ويبلغ عدد المعلمين المتطوعين في محافظة إدلب أكثر من 5 آلاف معلم لا يتلقون أجوراً مالية مقابل الخدمات التي يقدمونها للتلاميذ، الأمر الذي تسبب بتسرب معظمهم وترك مهنة التعليم والانتقال إلى مهن أخرى.

وسبق أن أصدر فريق "منسقو استجابة سورية" بياناً يوضح حجم العجز في قطاع التعليم داخل المخيمات السورية، وقد بلغ 85 في المائة، فيما تشهد تلك المخيمات تسرباً كبيراً للتلاميذ من المدارس بسبب الفقر، وندرة المراكز التعليمية داخل تجمعات النازحين شمال إدلب، وقدر عددهم بـ41 ألف تلميذ.

المساهمون