الأهالي يتبرعون لدعم الخدمات الطلابية والمرضى جنوب السويداء السورية

25 اغسطس 2024
يسعى أهالي السويداء لتحسين أوضاعهم المعيشية، 9 يونيو 2020 (فرانس برس)
+ الخط -

تبرع المجتمع المحلي في بلدة نجران في الريف الغربي لمحافظة السويداء، جنوبي سورية، بمبلغ تجاوز ملياراً ونصف مليار ليرة سورية خلال عام كامل، جرى توجيهها واستثمارها لأغراض تنموية وخدمية وتعليمية وصحية وإنسانية لصالح أهالي القرية والمحيط.

ففي الجانب الخدمي والصحي، ووفق ما رصد "العربي الجديد"، قدم المجتمع المحلي في القرية ما يتجاوز 960 مليون ليرة سورية لإنشاء وتجهيز مستوصف للهلال الأحمر وتركيب منظومة طاقة شمسية، وتخصيص مبالغ لدعم العمليات الجراحية الحرجة، وهو من أكثر المواضيع والخدمات التي تفتقرها المحافظة على الرغم من وجود الأبنية التي شيدتها حكومات النظام السوري المتعاقبة، إلا أنها باتت تحتاج إلى ترميم داخلي وكادر وتجهيزات حديثة. 

وفي الجانب التعليمي، أسهم المجتمع بتقديم قروض طلابية بقيمة 85 مليون ليرة لدعم طلاب الاختصاصات العلمية المكلفة في الجامعات، بالإضافة إلى تقديم منح طلابية أخرى، لتذهب في الجانب الإنساني لتقديم مبلغ 120 مليون ليرة في مبادرة لتوفير الخبز لأهالي البلدة من دون أن يدفع أحد ثمن رغيفه. كما جرى تقديم ولائم عزاء لذوي المتوفين، عدا عن ذلك، قُدّم ما يزيد عن 250 مليون ليرة في هيئة دعم مالي للعائلات التي لا معيل لها.

الناشط "أ.ن" من البلدة قال لـ"العربي الجديد"؛ إن المبادرات بدأت بتبرعات من عدد من أبناء البلدة المغتربين في دول الاتحاد الأوروبي ودول أميركا الجنوبية بعد أن يئس المجتمع من الحلول الحكومية، مضيفا أن هنالك تطلعات جديدة لرفد قطاعي المياه والكهرباء في البلدة، بعد أن قمنا بتأسيس صندوق للتنمية المجتمعية. مشيراً إلى أن الحل المجتمعي رغم أنه قد يكون مشجعاً للحكومة على التواكل، إلا أن ذلك هو الحل الوحيد في ظل انعدام الأمل من تلك الحكومة.

الناشط الإعلامي حمزة المعروفي قال لـ"العربي الجديد": "لا يمكن أن ننكر أن مجتمع السويداء معروف بمبادراته المدنية منذ تاريخ سكناه في المحافظة، لكن اللافت أن المجتمع بات هو من يقدم كل شيء خلال السنوات الأخيرة الماضية عوضاً عن حكومات النظام المفلسة، التي تعمل فقط لسن الضرائب وتهجير السكان، وإفلاس الصناعة والتجارة بقوانينها". ويرى المعروفي أن ذلك رغم جماله، لكنه يعبر عن عجز المجتمع عن إحداث تغيير حقيقي في منهجية الحكومة في التعامل مع الملف الخدمي والمعيشي في المحافظة، وهذا مؤشر خطير.

فيما اعتبرت الكاتبة سلمى عبيد أن هذه المبادرات على أهميتها القصوى في الوقت الراهن، يجب أن يذهب جزء كبير منها لإنشاء مشاريع منتجة، وخاصة المشاريع الزراعية التي تحافظ على الأرض وتثبت الناس في وطنهم بدل التفكير في الهجرة.

وقدم المجتمع مئات ملايين الليرات لتعزيز الوضع الخدمي والتعليمي والمعيشي والصحي في المحافظة، حيث جاوزت المبالغ المالية للمبادرات على مستوى المحافظة خلال العام الماضي أربعة مليارات ليرة سورية بأقل تقدير.

 

(الدولار = 14,750 ليرة سورية)

المساهمون