سورية: سكان مخيم جرمانا محرومون من الماء والكهرباء

23 أكتوبر 2022
فاقم غياب الماء والكهرباء أوضاعهم المعيشية الصعبة (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

يشتكي سكان مخيم جرمانا في دمشق من الانقطاع التام للكهرباء والمياه منذ نحو 7 أشهر، الأمر الذي فاقم أوضاعهم المعيشية الصعبة وزاد من معاناتهم، في الوقت الذي تتجاهل فيه الجهات المعنية سواء في النظام السوري أو فلسطين مطالب الأهالي.

ويلجأ السكان في المخيم إلى شراء المياه من الصهاريج بمبالغ كبيرة، كما أن المياه التي يحصلون عليها غير آمنة وملوثة، ولا تخضع لأي نوع من أنواع الرقابة، وفق ما أكد مسؤول الإعلام في "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" فايز أبو عيد لـ"العربي الجديد"، فالمخيم يعاني من تهالك البنية التحتية وسوء الخدمات حتى قبل الثورة السورية عام 2011، وازدادت معاناة الأهالي بعد عام 2011. وقال أبو عيد: "معاناة أخرى أثقلت كاهل الأهالي في ظل انقطاع الكهرباء لفترات زمنية طويلة، وهذا ما أثر على عمل المضخة المغذية لمنازل وحارات المخيم، وتسبّب في عدم وصول المياه لها نظرا لكون المخيم يحصل على المياه عبر أنابيب التغذية، لكن في ظل عدم وصولها اضطر الأهالي لشراء هذه المادة الحيوية من الصهاريج غير الآمنة والملوثة، وقد جاءتنا شكاوى كثيرة حول كونها غير صحية وتستخدم للنظافة العامة فقط".

وكشف أبو عيد أن مياه الصهاريج التي تصل إلى جرمانا تتم تعبئتها من آبار في محيط المخيم، أما الآبار الموجودة داخله، فلا توفر المياه إلا لعدد محدود من السكان، لافتا إلى أن سعر الخزان الواحد في الوقت الحالي من المياه، بحجم 5 براميل، يتراوح ما بين 5 و10 آلاف ليرة سورية (0.98 - 1.96 دولار)، مؤكدا أن شراء المياه من الصهاريج زاد من الأعباء الاقتصادية على سكان المخيم الذين يعانون من البطالة وغياب الدخل وتدهور الأوضاع المعيشية.

وأضاف "الأهالي وجهوا نداءات ومناشدات لتحسين الأوضاع المعيشية، وتأهيل البنية التحتية وإيجاد حل جذري لأزمة المياه في المخيم، لكن كل هذه المناشدات ذهبت أدراج الرياح لعدم وجود جهة تستجيب لذلك".

بدوره أكد عدنان العلي الفلسطيني المطلع على الأوضاع في المخيم، أن أزمات المخيم تعود لما قبل عام 2007، موضحا خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أنه في تلك الفترة عانى السكان من أزمات كثيرة منها المواصلات والمياه.

وقال: "هدم جزء من مخيم جرمانا عند توسعة طريق مطار دمشق الدولي، ونقل السكان الذين هدمت منازلهم إلى مخيم الحسينية، وعدد سكانه قبل الثورة كان يقارب 25 ألف نسمة وهو مكتظ، وغير مخدم بشكل جيد من ناحية المياه، ومعظم السكان من الطبقة الفقيرة، وهم غير قادرين في الوقت الحالي على تحمل أعباء وتكاليف شراء المياه".

ونقلت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" عن أحد سكان المخيم أن الأوضاع في المخيم باتت مزرية، والمدخول لم يعد كافيا، ونصف المدخول يذهب لشراء المياه والنصف الآخر لا يكفي لربع الشهر من المصاريف، وقال: "كل مرة نقوم بالاتصال بالجهات المسؤولة عن المياه تكون الإجابة بأنهم سيقومون بحل الإشكالية عندما تأتي المنظمات التي من الممكن أن تدعم مشروع إعادة ضخ المياه".

وأكدت المجموعة في تقرير صدر عنها، أمس، أن أهالي مخيم جرمانا يعيشون أوضاعاً معيشية غاية في الصعوبة نتيجة ارتفاع الأسعار وانتشار البطالة وتقلص حجم مساعدات الأونروا.

والمخيم يقسم إداريا إلى ثلاثة أقسام، ثلثا مساحته يتبعان لمجلس مدينة جرمانا، والثلث الباقي يتبع بلدية الشاغور في مدينة دمشق، وتشرف وكالة غوث على جزء من المخيم أيضا، ويعاني سكانه من الأزمات الخدمية منذ أكثر من 14 عاما، إذ تكررت الشكاوى خاصة بما يتعلق بأزمة المياه والكهرباء، التي كانت أفضل في الجزأين الخاضعين لإشراف وكالة غوث وبلدية الشاغور، والتي أصبحت مفقودة في الوقت الحالي.

المساهمون