تلقّى سكان مدينة إدلب، وبخاصة المرضى، خبر تشغيل جهاز التصوير المقطعي (الطبقي المحوري)، في مشفى بمدينة إدلب تابع لمديرية الصحة شمال غربيّ سورية، قبل يومين، بارتياح كبير، لما له من دور في التخفيف من معاناتهم وطول انتظارهم، خصوصاً أنه الجهاز الثاني الذي يعمل ضمن المحافظة في الوقت الحالي ويقدم الخدمات مجاناً للسكان.
وقال عماد زهران، مدير المكتب الإعلامي في مديرية صحة إدلب لـ"العربي الجديد"، إن القطاع الصحي، وخصوصاً في الشمال السوري ضمن محافظة إدلب، بحاجة لهذه الأجهزة النوعية، من قبيل الجهاز الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي، موضحاً أن الأجهزة المتوافرة في الوقت الحالي والموجودة في مركز التشخيص المتقدم استهلكت، وعمرها الافتراضي قد انتهى، وخصوصاً بعد حدوث زلزال فبراير/شباط، كذلك فإن المنشآت الصحية في المنطقة بحاجة إلى أجهزة من هذا النوع، لكونها تزيد من قدرة القطاع الصحي على تأمين احتياجات الأهالي".
ولفت المتحدث إلى أن المنشآت الصحية الحالية عليها ضغط كبير بسبب الوضع الصعب جداً للأهالي غير قادرين على تحمّل تكلفة الصورة في المراكز الخاصة، متابعاً: "الضغط كبير والإمكانات الضعيفة والتمويل الذي ينخفض باستمرار أبرز ما يواجه القطاع الصحي في المنطقة".
سليمان الأحمد من سكان منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، قال لـ"العربي الجديد"، إنه ينتظر منذ 20 يوماً بهدف الخضوع لصورة الرنين المغناطيسي، إذ لا يتوافر في جسر الشغور جهاز طبقي محوري، ولهذا "أضطر إلى التوجه إلى إدلب، خصوصاً أن الخدمة مجانية، وهذا أمر جيد، وهو ثاني جهاز تصوير من شأنه تخفيف الضغط خلال فترات الطوارئ، ونحتاج بشدة لدعم القطاع الصحي في المنطقة".
وشغّلت مديرية الصحة جهاز التصوير المقطعي (الطبقي المحوري)، في مشفى بمدينة إدلب، يوم الأحد، بالتعاون مع منظمة "سيما" الداعمة لمشفى إدلب الجراحي الذي جرى تركيب الجهاز فيه. وتكمن أهميته بكون المنطقة تعاني من نقص في الأجهزة الطبية، وبخاصة أجهزة الرنين المغناطيسي والطبقي المحوري التي يعتمد عليها الأطباء في تشخيص الحالات المرضية، وفق بيان سابق للمديرية.
ووفقاً للمصدر نفسه، "بات من الضروري دعم القطاع الصحي في المحافظة بأجهزة حديثة، أضف إلى ذلك الازدحام الكبير الذي تشهده مراكز تصوير الطبقي المحوري المجانية، إذ يضطر الكثير من المرضى إلى الانتظار عدة أيام حتى يأتي دورهم، لكونهم غير قادرين على دفع تكاليف التصوير في المراكز الخاصة، نظراً للوضع المعيشي الصعب للأهالي".
ويقدّر خبراء الوضع الصحي في شمال غرب سورية بأنّه صعب من ناحية توفير المستلزمات الطبية المنقذة للحياة، لافتين إلى أنّ الفرق الصحية والطبية تعمل بمعظمها تطوعياً وتبذل أقصى طاقة لها في ظلّ كارثة تفوق القدرات والإمكانات.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قد أوضح في يوليو/تموز أن "الأمم المتحدة نفذت قرابة 170 عملية عبر الحدود لشمال غرب سورية منذ الزلزال الذي وقع في شباط/فبراير الماضي". مضيفاً أن "فرق الأمم المتحدة تخطط للقيام بالمزيد من المهام وإدخال الشاحنات عبر معبري باب السلام والراعي خلال الأيام القادمة"، وفق الموقع الرسمي للأمم المتحدة.