سورية: تسمم بمياه ملوثة في مخيم شمالي إدلب

01 ابريل 2022
مخيمات النزوح تعاني من تلوّث الآبار الجوفية بمياه الصرف الصحي (عمر حاج قدور/ فرانس برس)
+ الخط -

 

وصلت إلى مستشفيات معرّة مصرين التابعة لمحافظة إدلب، شمال غربي سورية، في الساعات القليلة الأخيرة، عشرات حالات تسمّم من مخيّم يقع عند أطرافها، وذلك نتيجة تناول السكان مياه بئر يُظَنّ أنّها ملوّثة بمخلّفات أحد مجاري الصرف الصحي القريبة من موقع البئر.

يقول نائب مدير مخيّم القرية الطينية حيث سُجّلت حالات التسمم، محمد شيبان، لـ"العربي الجديد إنّ "نحو 30 شخصاً من سكان المخيم ظهرت عليهم في الساعات القليلة الماضية أعراض تسمّم، من قبيل ألم في البطن وتقيؤ وإسهال، نتيجة شربهم مياهاً من البئر الوحيد في المخيّم، والتي قد تكون ملوّثة".

وأوضح شيبان أنّ "كثيرين من الذين ظهرت عليهم الأعراض راجعوا مستشفيات مدينة معرّة مصرين لتلقي العلاج، وقد أكّد الأطباء أنّ سبب مثل هذه الحالات يعود إلى مياه ملوّثة"، مشيراً إلى أنّ "الحالات بمعظمها لم تكن حادة، وقد أُخرج المصابون من المستشفيات على الفور". أضاف شيبان أنّ "سكان المخيم الذين يبلغ عددهم نحو 3500 شخص يتوزّعون على 250 عائلة، يعتمدون جميعهم على بئر المياه لتوفير مياه الشرب، وذلك بسبب عدم توفّر شبكات مياه قريبة من موقعه، وصعوبة إيصالها إليه كونه مؤقّتاً كعدد كبير من المخيّمات في الشمال السوري".

من جهته قال مسؤول النقطة الطبية في المخيّم نفسه، عمر باكير، لـ"العربي الجديد" إنّ "ثمّة ثلاث حالات ظهرت عليها أعراض حادة وقد نُقلت إلى المستشفى في سيارة تابعة للدفاع المدني"، لافتاً إلى أنّ "عيّنات من مياه البئر التي تُعَدّ سبب ظهور هذه الأعراض أُرسلت إلى مختبر في إدلب لتحليلها".

ويعتمد كثيرون من سكان المخيّمات التي يزيد عددها عن ألف، بحسب إحصاءات رسمية، على مياه الآبار الجوفية التي تختلط في أحيان كثيرة بمياه الصرف الصحي بسبب قربها من بعضها بعضاً، وقلّة عمليات الصيانة التي تحتاجها بشكل دوري.

وقد تسبّب الصراع في البلاد، على مدى السنوات الماضية، في أزمات عديدة تتعلّق بتأمين مياه الشرب للسكان في كلّ المناطق السورية، خصوصاً تلك الخارجة عن سيطرة النظام، وذلك نتيجة انقطاع التيار الكهربائي المستخدم في استجرارها، بالإضافة إلى أنّ القصف أتى على معظم مصادرها ومحطات تحويلها.

تجدر الإشارة إلى أنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر كان قد كشفت في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2021، أنّ سورية تعاني من نقص في مياه الشرب بنسبة تصل إلى 40 في المائة مقارنة بما كانت عليه قبل عقد من الزمن، إذ أدّى النزاع المستمرّ منذ أكثر من 11 عاماً إلى عرقلة إمكانات الحصول على الخدمات الأساسية إلى حدّ بعيد، بما في ذلك الوصول إلى المياه الصالحة للشرب.

المساهمون