أخمدت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، يوم أمس الأربعاء، 19 حريقاً في مناطق متفرقة خاضعة لسيطرة المعارضة شمال غربي سورية، بحسب ما أعلن، من بينها حرائق وقعت في مخيمات وفي منشآت وأخرى في أراض زراعية.
وفي التفاصيل، أوضح الدفاع المدني أنّ 10 من الحرائق اشتعلت في أراض زراعية ومناطق حراجية وأعشاب يابسة، وثلاث أخرى في مخيمات، أمّا الستّ الباقية ففي منازل ومنشآت صناعية مدنية.
وعلى الرغم من عقبات عديدة، يعمل الدفاع المدني على إخماد الحرائق التي تندلع في المنطقة وفقاً للإمكانيات المتوفرة لديه، بحسب ما قال نائب مدير الدفاع المدني منير المصطفى لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أنّ "سيارات الإطفاء كبيرة ومتوسطة الحجم، وبالتالي فإنّ طبيعة مناطق الحرائق الوعرة تعوّق عملها، كذلك الأمر بالنسبة إلى المخيمات حيث الكثافة السكانية عالية".
من جهته، أوضح الناشط خضر العبيد لـ"العربي الجديد" أنّ "سكان المخيمات يحاولون أخذ الحيطة، خصوصاً في فصل الصيف، في ما يتعلق بإمدادات ألواح الطاقة الشمسية التي تُعَدّ من بين أبرز أسباب الحرائق، لا سيّما مع ارتفاع درجات الحرارة وتلفها أو تضرّرها"، مضيفاً أنّ "ثمّة حرائق تعود إلى أخطاء في استخدام المواقد أو غيرها".
ومنذ بداية عام 2023 الجاري وحتى 23 يوليو/ تموز المنصرم، أخمدت فرق الدفاع المدني 1745 حريقاً في شمال غرب سورية، من بينها 602 حريق في أراض زراعية، و67 في غابات وأحراج، و447 في منازل مدنيين، و120 في مخيمات، و62 في محطات وقود. وقد تسبّبت كلها في وفاة 17 مدنياً، من بينهم 13 طفلاً وامرأتان، وإصابة 77 آخرين، من بينهم 23 طفلاً و22 امرأة، بحالات اختناق وحروق.
وفي محافظة اللاذقية الواقعة كذلك شمال غربي سورية، أخمدت فرق الإطفاء التابعة للنظام السوري 14 حريقاً يوم أمس الأربعاء، بحسب ما نشرت صفحة "فوج إطفاء اللاذقية" غير الحكومية التي يديرها رجال إطفاء في المحافظة. وقد اختلفت ما بين حرائق في الأعشاب والأحراج وأخرى في محوّلات الكهرباء والقمامة.
وقال الناشط حسام الجبلاوي لـ"العربي الجديد" إنّ "الحرائق في المحافظة صارت أمراً روتينياً ومتكرراً مع حلول فصل الصيف واشتداد درجات الحرارة. وعلى الرغم من أنّها تحدث في كلّ عام، يُصار إلى التعامل معها بالآليات والطرق ذاتها". أضاف أنّه "عند فقدان السيطرة عليها، تُوجَّه نداءات استعانة بفرق الإطفاء من المحافظات الأخرى"، مشيراً إلى "اتهامات يكرّرها الأهالي في ما يخصّ وقوف جهات معينة خلف حرائق الغابات والأراضي الزراعية، وذلك بهدف شرائها منهم".
وقد التهمت الحرائق مساحات واسعة من أحراج قرى حمام وبيت سواحلي وسولاس وخربة سولاس وبستنجيق والنهر الأسود وعين الزرقا والطارقية والزهراء في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وامتدّت على طول عشرة كيلومترات قبل إخمادها أواخر يوليو المنصرم.