سورية: أهالي المالكية يترقبون حظراً لمدة 14 يوماً

05 نوفمبر 2020
يأتي حظر التجول في ظلّ ظروف معيشية وحياتية صعبة (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -


يتحضّر أهالي مدينة المالكية لحظر التجوّل الذي فرضته الإدارة الذاتية، والمقرّر بدؤه يوم غد الجمعة، الساعة السادسة صباحاً. ويأتي هذا القرار  إثر ارتفاع معدّل الإصابات بفيروس كورونا في المدينة، في الوقت الذي يعاني فيه أهلها من ظروف معيشية وحياتية صعبة.

وجاء في القرار الصادر عن "خلية الأزمة" التابعة للإدارة الذاتية، أنّه "بناء على مقتضيات المصلحة العامة والمعطيات الموجودة بخصوص تفشي فيروس كورونا وتصاعد وتيرة الإصابات في مناطق شرق سورية، وخصوصاً مدينة المالكية، وحرصاً على سلامة الأهالي، قررت خلية الأزمة في إقليم الجزيرة، فرض الإغلاق الكامل في المالكية وبلداتها لمدة 14 يوماً".

ووفق القرار، يبدأ الإغلاق في الساعة السادسة من صباح يوم الجمعة 6 نوفمبر/ تشرين الثاني، ويستمر لمدة 14 يوماً. وتغلق خلاله جميع المدارس والمؤسسات ودور العبادة والأسواق، كما محلات الصناعة والملاعب والمطاعم والعيادات الخاصة.
واستثنى القرار محلات الخضار والمواد الغذائية، التي تلتزم بساعات عمل محددة، هي من  السادسة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً. أمّا المستشفيات العامة والخاصة في المدينة، فيُسمح لها أن تستقبل الحالات الإسعافية مع إبقاء الصيدليات مفتوحة، كما يُمنع الدخول من وإلى المدينة وريفها إلا في حالات الإسعاف، مع استثناء سيارات المواد الغذائية والخضروات والمحروقات والسيارات الطبية ومعتمدي الخبز.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

 يبدي، محمد زعيم، وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية والخضروات، تخوّفه من الحظر الذي سيُطبّق على المدينة، ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ هذا يؤدي لضغوط معيشية كبيرة عليه كصاحب محل لبيع الخضروات، ويؤدي لتلف ما لديه من خضروات وفواكه في المحل.
وقال زعيم: "في الأحوال العادية كنت أقلق على تسويق وإنفاق ما لدي من خضروات وفواكه، الآن مع الحظر، ستزيد الأعباء علينا وستشلّ حركة السوق، ولن أتضرّر وحدي كصاحب محل لبيع الخضروات، بل جميع العمّال الذين يعتمدون على الدخل اليومي أيضاً. وهذا كلّه يسبّب ضغوطا نفسية ومادية. لا توجد شفافية في قضية العمل على الحدّ من انتشار فيروس كورونا، إذ يجب العمل على هذا الأمر، لكن الأهم هو الأخذ بالاعتبار المعاناة والصعوبات التي يواجهها الأهالي".
وترى سعاد الخالد، وهي من أهالي مدينة المالكية، أنّ القصة لم تعد حظراً متعلقاً بفيروس كورونا وتقول لـ"العربي الجديد": "القصة أننا أصبحنا محرومين من الحياة ومن أبسط مقوماتها. نحن محرومون من المعيشة المستقرّة ومن الشعور بالطمأنينة، لكن اللافت أنّ هذه المشكلة عالمية وليست فقط في مناطقنا. نحن نعيش حالة سيادة اللاّمؤسسات على مجتمعنا، هناك الكثير من الفوضى، وحسب ما ذكر أحد الفلاسفة الأميركيين أنّ كثيرين من التافهين أصبحوا يديرون العالم، وأنا أتفق مع هذا القول، ونحن في مدينة ديريك نعاني من هذا الأمر".
وتضيف الخالد: "هناك غموض يلفّ مجتمعنا، ونحن كأهالٍ نعيش حالة ضعف وتشتّت وليس لدينا أيّ قدرة على مواجهة الفقر أو الجوع وحتى الشتاء القادم الذي يعدّ ألماً مضافاً على آلامنا".

وسجّلت الإدارة الذاتية وفاة مصابين اثنين بكوفيد-19 و134 إصابة جديدة، شمال شرقي سورية، وأوضحت في بيان أنّ حالتيّ الوفاة سُجّلتا في مدينة الحسكة، كما كانت معظم الإصابات الجديدة في المحافظة ذاتها. وسُجّلت أيضاً 32 إصابة جديدة في مدينة المالكية، التي تتصدر عدد الإصابات اليومي في مناطق الإدارة الذاتية.  وحسب البيان فإنّ عدد المصابين في مناطق سيطرة الإدارة، شمال شرقي سورية، ارتفع إلى 4978، تعافى منهم 756، وتوفي 132 مصاباً.

وتقع مدينة المالكية (ديريك)، في أقصى الشمال الشرقي من محافظة الحسكة السورية، وبلغ عدد سكّانها عام 2012، 40 ألف نسمة. وتسمية "ديريك" تعود للغة السريانية، وهي مركز منطقة تتبع لها ناحيتي الجوادية واليعربية.