سورية: أكثر من ألف دولار يومياً لعلاج كورونا في مناطق النظام

18 أكتوبر 2021
مرضى يُشتبه في إصابتهم بكوفيد-19 بمستشفى المواساة الجامعي (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

 

كشف مصدر إعلامي خاص من العاصمة السورية دمشق لـ"العربي الجديد" أنّ المستشفيات الخاصة بدأت تتقاضى أجوراً مرتفعة لقاء علاج المرضى المصابين بكوفيد-19، وذلك بدفع من تصريحات المسؤولين عن القطاع الصحي لدى النظام الذين يعلنون منذ أكثر من عشرة أيام بأنّ نسبة الإشغال في المستشفيات الحكومية المجانية وصلت إلى ذروتها في ما يخصّ العدوى الوبائية، إلى جانب أخبار عن أعداد وفيات كبيرة يتناقلها الشارع السوري وتُربَط بالإهمال في المسجَّل في تلك المستشفيات.

وأكّد المصدر الإعلامي الذي طلب عدم الكشف عن هويته ما نشرته سابقاً صحيفة "الوطن" الموالية للنظام حول وصول تكلفة علاج المصاب بكوفيد-19 في العناية المركزة في بعض المستشفيات الخاصة وصلت إلى أربعة ملايين ليرة سورية في اليوم (أكثر من ألف دولار أميركي). لكنّه أشار إلى أنّ "تلك المستشفيات بدأت تتقاضى هذه الأرقام بعد تسريبات تفيد بأنّ أعداد وفيات كورونا في مستشفى المواساة الجامعي بدمشق تخطّت 40 حالة يومياً، نتيجة الإهمال الطبي وغياب الرعاية والإمكانيات الصحية الكافية".

وكان مدير مستشفى المواساة الجامعي الدكتور عصام الأمين قد صرّح في حديث إلى جريدة "الوطن"، بأنّ نسبة الإشغال المرتبط بعدوى فيروس كورونا الجديد في المستشفى وصلت إلى 100 في المائة قبل عشرة أيام، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ المستشفى لم يرفض حتى الآن استقبال أيّ إصابة جديدة. وهو ما دفع المصدر الإعلامي الخاص بـ"العربي الجديد" إلى التساؤل: "كيف يقول إنّ نسبة الإشغال وصلت إلى ذروتها في العناية المركزة، وفي المقابل ما زال المستشفى يستقبل مرضى جددا؟ وأين توضع هذه الحالات وكيف يجري التعامل معها؟".

ويلفت المصدر نفسه إلى أنّ كلام مدير مستشفى المواساة الجامعي حول استقبال الحالات الجديدة يومياً يؤكّد أخبار الوفيات الكثيرة في العناية المركزة التي يتم تداولها في الشارع"،  مضيفاً أنّ "طاقة المستشفى الاستيعابية تبلغ 65 مصاباً بكوفيد-19 فقط، بحسب قول مدير المستشفى الذي يدّعي بأنّ الوفيات لا تتجاوز حالتَين أو ثلاث حالات في اليوم".

وفي سياق متصل، استطاع "العربي الجديد" التواصل مع أحد الكوادر الصحية من بين العاملين في مستشفى المواساة الجامعي بدمشق، فكشف عن "أوضاع مأساوية"، مشيراً إلى أنّه "يومياً يقصد المستشفى مئات المصابين من مختلف المناطق السورية القريبة من دمشق، لكنّ فقط أصحاب الحظوة والنفوذ هم الذين يستطيعون الدخول". أضاف الكادر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنّه "لو كان كلام مدير المستشفى صحيحاً في ما يخصّ استقبال كلّ إصابات كوفيد-19، فلمَ سيتوجّه بعض الناس إلى المستشفيات الخاصة؟"، موضحاً أنّ "الأخيرة ونتيجة الضغط عليها، بدأت تطلب بدلات خيالية وصلت إلى ثلاثة أو أربعة ملايين ليرة لليلة الواحدة في العناية المركزة". ورفض الكادر ذاته تحديد أيّ رقم حول أعداد وفيات كورونا في مستشفى المواساة الجامعي، لكنّه تحدّث عن نجاة 30 حالة سُجّلت في أحد الأيام، فيما خرجت البيانات الرسمية في اليوم التالي لتشير إلى ستّ حالات في سورية كلها".

من جهة أخرى، تواصل "العربي الجديد" مع مستشفى العباسيين الخاص بدمشق هاتفياً بحجّة أنّ ثمّة مصاباً بكوفيد-19 في حاجة إلى استشفاء. فطُلب مبلغ تسعة ملايين ليرة (نحو 2500 دولار) كدفعة أولى على الحساب قبل الدخول إلى المستشفى، ثمّ أخذ الموظّف يعدد الخدمات التي سوف تُقدَّم للمريض من قبيل الأدوية والأمصال والأوكسجين ومستلزمات أخرى مختلفة بالإضافة إلى العناية الطبية الفائقة، كما لو أنّ المريض سائح ويذهب في رحلة. وتجدر الإشارة إلى أنّ متوسط الدخل الشهري في سورية يبلغ 70 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 20 دولاراً أميركياً.

المساهمون