زهرة النيل تغزو نهر العاصي.. مزارعون يكافحون دون جدوى في إدلب

01 أكتوبر 2023
مكافحة زهرة النيل يحتاج لتنسيق وجهد جماعي (أرشيف/Getty)
+ الخط -

اعتاد المزارع خالد العبدان للغوص في مياه نهر العاصي قرب بلدة دركوش التابعة لمحافظة إدلب في سورية، ليتفقد المصفاة المربوطة على خرطوم المياه الذي يسقي منه أرضه، في عملية روتينية يجب أن ينجزها المزارعون لتنظيف مجرى المياه من زهر النيل.

انتشار زهرة النيل بشكل كثيف في مياه العاصي بات يؤدي لانسداد المصافي وتعثر سحب المياه من النهر، وهو ما يستدعي تكرار عملية تنظيفها كل فترة.

يقول العبدان لـ "العربي الجديد":" لم نعتد من قبل على هذا العمل، بالكاد كنا نتفقد خطوط السقاية مرة واحدة في منتصف الموسم، لكن غزو زهرة النيل لمجرى النهر وتغطيتها لغالب وجه المياه أدى لسحب أجزاء من النبات مع المياه وانسداد الخطوط".

يشكو العبدان من التكاثر السريع لزهرة النيل، قائلا: "كلما قطعتها عادت لتنمو سريعا وتغطي وجه المياه أمام أرضي".

وزهرة النيل نبات مائي ينمو على المسطحات والمجاري المائية وتعد أكبر خطر يهدد مياه النهر بالاستنزاف وبالتالي إضعاف القطاع الزراعي بالإضافة إلى الكثير من المنعكسات السلبية على المنطقة بحسب المهندس موسى البكر.

يقول البكر لـ"العربي الجديد": "مخاطر زهر النيل كثيرة أولها سحب كميات كبيرة جداً من المياه حيث تسحب النبتة الواحدة ما بين 3 إلى أربع ليترات يومياً من المياه، كما تسحب الأكسجين من الماء، ويلعب النبات دوراً أساسياً في قتل الأحياء الدقيقة الموجودة في المياه، ناهيك عن دورها السلبي على الثروة السمكية بسبب حجبها لأشعة الشمس عن مياه النهر".

وتعيق زهرة النيل، بحسب البكر، عملية صيد الأسماك، مشيرا إلى أن مكافحة انتشار النبات من الأمور الصعبة جداً وأهم طريق للمكافحة تكمن في إزالتها بشكل كامل، ثم تجفيفها، ورميها في مناطق بعيدة، ويجب أن تتم هذه العملية بشكل جماعي وبجهود حكومية، فبقاء أجزاء من النبات سيؤدي لعودة انتشاره لاحقا.

بدوره يقول الحاج مصطفى العموري لـ"العربي الجديد" إنه استعمل أحد القوارب وكرر عملية تنظيف مجرى النهر قبالة بستانه عدة مرات خلال العام لكن دون جدوى فخلال أيام بسيطة كانت النباتات تغطي وجه الماء مجدداً رغم أنه كان يقطع النبات ويجمعه في القارب ويرميه في منطقة بعيدة حتى يجف بعيداً عن النهر.

يضيف العموري، لقد لاحظ من تعامله مع هذا النبات أن بقاء جزء بسيط من النبات سيؤدي لعودة انتشاره مجدداً، فالأمر يحتاج لتضافر جهود وتحرك جميع المزارعين للعمل في وقت واحد وتنظيف كامل مجرى النهر.

المساهمون