تتعالى الأصوات داخل مخيم الركبان، للمطالبة بإنقاذ الرضيعة السورية يقين، التي وُلدت بعيب خلقي، وهي بحاجة لإجراء عملية جراحية خارج المخيم الواقع في عمق البادية السورية، وتغيب فيه أبسط مقومات الحياة، في ظل حصار خانق يحرم نازحيه أبسط احتياجاتهم المعيشية، من الخدمات والكوادر الطبية.
وأفادت مصادر محلية مقربة من عائلة الرضيعة، لـ"العربي الجديد"، بأنّ "يقين لم تكمل شهرها الأول، وهي المولودة الأولى لوالديها المحاصرين في المخيم منذ سنوات، وتحتاج للخضوع لتدخل جراحي لإنقاذ حياتها، بعد أن وُلدت بعيب خلقي على مستوى الفم". وأضافت أن "عائلتها حاولت نقلها إلى إحدى الدول المجاورة لإجراء العملية الجراحية، لكن إلى اليوم لا توجد أي استجابة، ما يهدد بفقدانها الحياة يوماً بعد آخر".
من جهته، قال مصدر طبي مطلع على حالة الرضيعة يقين الصحية طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب خاصة، إن الرضيعة راجعت المستوصف عندما كان عمرها 5 أيام، وكانت قد ولدت بعيب خلقي هو فقدان لسان المزمار ولجام اللسان". وبيّن أنها "كان تعاني من أعراض نقص الأوكسجين وعدم القدرة على البلع، وقد أجريت لها عملية تحرير لجام اللسان، الأمر الذي حسّن من القدرة على التنفس، إلا أن الرضيعة ما زالت بحاجة لعملية جراحية لترميم سقف الفم عندما تبلغ من العمر 60 يوماً". ولفت إلى أن "يقين حالياً موضوعة على جهاز الأوكسجين بشكل دائم، وهي بحاجة لإخلاء من المخيم، لكونها تحتاج إلى اختصاصي أذن وأنف وحنجرة، لإجراء التدخل الجراحي".
بدوره، أوضح أبو شمس (اسم مستعار لأسباب أمنية)، وهو مدير شبكة الركبان، المختصة بأخبار الركبان، لـ"العربي الجديد"، أنهم "تابعوا قضية الرضيعة يقين منذ الأيام الأولى، وبيّن أن عائلتها طرقت أبواب جميع من تعرفهم، دون جدوى، حتى أوصلت حالتها إلى السفارة الأميركية لمساعدتها في الدخول إلى الأردن أو أي دولة مجاورة للعلاج، لكن دون ردّ حتى اللحظة".
وبيّن أنهم "يناشدون اليوم جميع الدول والمنظمات العالمية لتسليط الضوء على ما يسمونه مخيم الموت بسبب الإهمال واللامبالاة التي يعيشها قاطنوه، إذ يعتبرون أنفسهم أرقاماً مهملة، ويرجون كل إنسان يقرأ أن يتابع ما يعيشونه، ويضع نفسه مكانهم".
يشار إلى أن مخيم الركبان الذي تأسس عام 2014، لا يوجد ضمنه أي كوادر طبية، فيما يعتمد على عدد من الناشطين في القطاع الصحي اكتسبوا خبرتهم من التجربة، إضافة إلى بعض الأطباء المختصين من خارجه، إذ سبق أن أغلق الأردن العيادة الطبية الوحيدة التي كانت تستقبل مرضى الركبان داخل أراضيها بداية عام 2020، ضمن ما سمته إجراءات لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد حينها، الأمر الذي لا يترك أمام المرضى إلا اللجوء إلى مناطق النظام، رغم ما قد يتعرضون له من مخاطر الاعتقال.