في إحدى محطات المترو في مدينة غوانغتشو الصينية، نفّذت عشرون امرأة تحرّكاً للتوعية بأهميّة الرضاعة الطبيعيّة. فجلست الأمّهات أرضاً ملتزمات بكماماتهنّ الواقية مراعاة للتدابير الخاصة بأزمة كورونا، ورحنَ يرضعنَ أطفالهنّ في العلن، عشيّة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعيّة الذي يمتدّ من الأوّل من أغسطس/ آب وحتى السابع منه. يأتي ذلك في حين أنّ نساءً كثيرات يتردّدنَ في القيام بذلك، خشية احتمال نقل كوفيد-19 إلى صغارهنّ في حال كنّ مصابات به من دون علمهنّ بذلك.
ويؤكّد القائمون على هذا الأسبوع العالمي الذي انطلق أمس الأحد، أنّ من شأن الرضاعة الطبيعيّة أن تعزّز بشكل من الأشكال صحّة كوكبنا. لذا تمضي منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في دعوتهما الحكومات إلى حماية المرأة المرضعة وتعزيز حصولها (وحصول سواها من النساء غير المقتنعات بتلك الممارسة) على مشورة متخصّصة في هذا المجال.
ويبرّر المعنيّون تشجيعهم الرضاعة الطبيعيّة بكونها "توفّر لكلّ طفل البداية الفضلى الممكنة في الحياة". ويشرحون أنّها "تحقق فوائد صحية وغذائية وعاطفية للأطفال والأمّهات على حدّ سواء"، مؤكدين أنّها "تشكّل جزءاً من نظام غذائي مستدام". لكن لا يغيب عن بال هؤلاء أنّ تلك العمليّة وإن كانت طبيعيّة، إلا أنّها "ليست سهلة دائماً". بالتالي تحتاج الأمّهات إلى كلّ دعم ممكن للبدء بها أو للمداومة عليها. لكن تجدر الإشارة إلى أنّ لا إكراه في الأمر، علماً أنّ نساءً كثيرات يتعرّضنَ إلى ضغط كبير في هذا المجال. فالرضاعة الطبيعيّة تبقى خياراً شخصياً تتّخذه كلّ امرأة على حدة.
(العربي الجديد)