دول البلقان بوابة أوروبا الجديدة لمهاجري تونس

19 يوليو 2022
ثمّة اعتراض مكثّف لقوارب الهجرة السرية عند سواحل إيطاليا (فاليريا فيرارو/ Getty)
+ الخط -

تشير معطيات جديدة إلى أنّ وجهة التونسيين الحالمين بـ"الجنّة الأوروبية" تحوّلت إلى دول البلقان التي صارت بوّابتهم الجديدة لدخول دول الاتحاد الأوروبي، بسبب الاعتراض المكثّف لقوارب الهجرة السرية وترحيل الواصلين إلى إيطاليا في اتّجاه تونس مجدداً.

وكشفت بيانات منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية أنّ 3635 مهاجراً تونسياً وصلوا إلى أوروبا عبر دول البلقان في الفترة الممتدة ما بين 26 يوليو/ تموز 2021 والثامن من يوليو 2022. وأظهرت أنّ الواصلين من بوابة دول البلقان يمثّلون تقريباً 20 في المائة، أي نحو ربع المهاجرين غير النظاميين الذين غادروا تونس وبلغوا الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط والمقدّر عددهم بـ 17 ألفاً و961 مهاجراً.

ومثّلت الأشهر الممتدة ما بين مارس/ آذار 2022 ومايو/ أيار منه ذروة رحلات الهجرة السرية عبر دول البلقان، فقد ارتفع عدد الواصلين تباعاً في خلال الأشهر الثلاثة من 432 شخصاً في مارس إلى 567 في إبريل/ نيسان، وصولاً إلى 782 في مايو. 

يقول الباحث المتخصّص في علم الاجتماع ماهر حنين لـ"العربي الجديد" إنّ "الهجرة نحو أوروبا عبر دول البلقان لا تُصنَّف في إطار الهجرة السريّة كمفهوم عام، إذ إنّ السفر إلى هذه البلدان يحصل عبر رحلات جوية منظمة. لكنّ المهاجرين يغيّرون بالغالب وجهاتهم إلى الدول الأوروبية عبر مسالك برية أو عبر القطارات من دون الحصول على التأشيرات المطلوبة".

يضيف حنين أنّ "هؤلاء بمعظمهم ينوون الالتحاق بذويهم أو معارفهم في دول أوروبية مختلفة من أجل العمل والاندماج،  في انتظار تسوية أوضاع إقامتهم لاحقاً بشكل أو بآخر".

ويوضح حنين أنّ "الهجرة عبر صربيا أو غيرها من دول البلقان ليست بالجديدة، غير أنّها تصاعدت بسبب المخاطر الكبيرة التي تحيط برحلات الهجرة السرية عبر البحر، ومنها غرق المراكب أو اعتراضها، فضلاً عن ترحيل الواصلين". ويرجّح حنين أنّ "يكون من بين الواصلين عبر دول البلقان مهاجرون قصّر من دون مرافقة"، مشيراً إلى أنّ "بيانات منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية كشفت وصول 1526 قاصراً من دون مرافقة إلى أوروبا في العام الماضي، من دون تحديد بوابات الدخول إلى أوروبا".

وشهد شهر يوليو 2021 تزايداً في عدد المهاجرين غير النظاميين الواصلين يومياً إلى إيطاليا مقارنة بما كان الوضع عليه في السنوات الأخيرة، بحسب ما تبيّن بيانات وزارة الداخلية الإيطالية. وقد كشفت تلك البيانات أنّ 4127 تونسياً وصلوا إلى إيطاليا منذ بداية العام الجاري حتى الخامس من يوليو الجاري.

تجدر الإشارة إلى أنّ جزيرة لامبيدوزا الإيطالية تُعَدّ الوجهة المفضّلة لمهرّبي المهاجرين من تونس وليبيا الذين يتقاضون مئات الدولارات الأميركية في مقابل عبور البحر الأبيض المتوسط على متن زوارق متهالكة في رحلة محفوفة بالمخاطر.

المساهمون