دعاة حماية البيئة يخشون على مصير ميثاق التنوع الحيوي في "كوب 15"

11 ديسمبر 2022
من إحدى جلسات مؤتمر "كوب 15" في مونتريال الكندية (أندريي إيفانوف/ فرانس برس)
+ الخط -

يتخوّف دعاة حماية البيئة من أنّ يكون الفشل مصير "ميثاق السلام مع الطبيعة" الذي يجري التفاوض عليه في مؤتمر الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوّع الحيوي (كوب 15)، مهما كانت طموحاته، في حال لم تتّفق الدول على آليات حقيقية لتطبيق الالتزامات ومراجعتها.

ويسود الاعتقاد بأنّ غياب مثل هذه الآليات ساهم بشكل رئيسي في فشل ميثاق العقد السابق الذي اعتُمد في عام 2010 في اليابان، والذي لم يتحقق تقريباً أيّ هدف منه لحماية النظم البيئية. وقال رئيس السياسات في الصندوق العالمي للطبيعة غويدو برويكهوفن إنّ "نصاً حازماً يلزم الدول بتقييم التقدّم المحرز بالنظر إلى الأهداف العالمية، وتعزيز العمل بمرور الوقت، ضروري للتمكّن من مساءلة الحكومات"، معرباً عن "قلق بالغ" حيال تقدّم المفاوضات حول هذه النقطة.

وبالتالي، فإنّ آليات التنفيذ الملزمة هي في صميم اتفاق باريس من أجل المناخ (2015). لكنّ النصّ الحالي المتعلق بالتنوع الحيوي "يحثّ" فقط الدول على مراعاة التقييم العالمي المقرّر في غضون أربعة أعوام، من دون الالتزام ببذل جهد محتمل على الصعيد الوطني في حال عدم اتّباع المسار.

من جهته، قال المستشار في منظمة "آفاز" غير الحكومية ألكسندر رانكوفيتش إنّ "ما يُطرَح على الطاولة ما هو سوى تشجيع على القيام بعمل أفضل. ولا آلية امتثال قيد النقاش من شأنها المساعدة في تنظيم الحوار الضروري بين الحكومات حول كيفية التعاون بشكل أمثل".

ومنذ يوم الثلاثاء الماضي، في السادس من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، يجتمع في إطار "كوب 15" نحو خمسة آلاف مندوب من 193 دولة في مدينة مونتريال الكندية، وذلك في محاولة للتوصّل إلى "ميثاق السلام مع الطبيعة" بحلول 19 ديسمبر الجاري، يتمحور حول عشرين هدفاً بغية حفظ الأنظمة البيئية بحلول 2030.

ورأى المستشار في منظمة "غرينبيس" لي شو: "إذا كانت أهداف التنوّع الحيوي هي البوصلة، فإنّ التنفيذ هو السفينة الحقيقية التي تقودنا إلى هناك"، لكنّ "المفاوضات تفتقر إلى العناصر الأساسية التي سوف تضمن للدول تكثيف عملها بمرور الوقت".

أمّا الباحثة في معهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية جولييت لاندري فقالت: "أُحرِز بعض التقدّم"، مشيرة إلى أنّ الدول اعتمدت للمرّة الأولى جداول التخطيط والإبلاغ المشتركة، الأمر الذي يسمح بالتقييم وإجراء مقارنات.

وكان من المقرّر أن يكون أمس السبت اليوم الأخير لعمل المندوبين حول هذا الشقّ الحيوي، قبل وصول وزراء البيئة في 15 ديسمبر إلى المرحلة الأخيرة من المفاوضات. وتحت الضغط، كانت موافقة على مبدأ عقد اجتماع إضافي الأسبوع المقبل.

(فرانس برس)

المساهمون