كشفت دراسة أعدها فريق مجموعة وبائيات الأمراض المعدية في "وايل كورنيل للطب" في قطر، أن قرابة 12 في المائة من سكان أوروبا مصابون بفيروس الهربس البسيط من النمط الثاني الأكثر شيوعاً بين النساء. وبينت أن انتشار الفيروس المذكور آخذ بالانحسار بما لا يتجاوز 1 في المائة سنوياً، أي أقلّ من معدل انحساره في مناطق أخرى من العالم.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، أستاذ علوم الصحة السكانية في الكلية، ليث أبو رداد، في بيان، إن نتائج الدراسة تُظهر الحاجة إلى الإسراع في تطوير لقاح لفيروس الهربس البسيط من النمط الثاني، لما تترتب عن عدوى الإصابة من أعباء هائلة.
وأوضحت الباحثة المشاركة في الدراسة أصالة العريفي، أن الدراسة طبقت منهجيات صارمة لتقييم الجوانب الوبائية لفيروس الهربس البسيط من النمط الثاني في أوروبا، ووجدت أن انتشار الفيروس المذكور بين البالغين بلغ في المتوسط نحو 12 في المائة، غير أن انتشار الفيروس انحسر بمعدل 1 في المائة سنوياً خلال العقود الثلاثة الماضية. وعلى الرغم من انحسار انتقال هذه العدوى بالاتصال الجنسي، ثمة اتجاه تصاعدي في انتشار الهربس بين المواليد بسبب نقل الأمهات العدوى إليهم.
وأوضحت الباحثة عائشة عثمان أن الدراسة وجدت أن 22 في المائة من حالات مرض القرحة التناسلية، ونحو 66 في المائة من حالات الهربس التناسلي، مردّها إلى عدوى فيروس الهربس البسيط من النمط الثاني.
ودعت إلى تطبيق تدابير وقائية لمكافحة هذه العدوى بحلول عام 2030 لتحقيق أحد الأهداف الرئيسة للاستراتيجية العالمية لقطاع الصحة بشأن الأمراض المعدية المنقولة جنسياً والمنبثقة من منظمة الصحة العالمية.
يُذكر أن عدوى فيروس الهربس البسيط من النمط الثاني تنتقل بالاتصال الجنسي، ولا تظهر أيّ أعراض على أغلب المصابين بالمرض، إلا أنه قد يسبّب مجموعة من الأعراض والآثار الصحية السلبية، مثل تقرحات الأعضاء التناسلية المؤلمة المتكررة والعدوى الشديدة بين المواليد الجدد، كذلك يرتبط الفيروس بتفاقم خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية ونقله، وفقاً للدراسة.
يشار إلى أن أوروبا ثالث أكبر قارة من حيث عدد السكان بعد آسيا وأفريقيا، ويبلغ عدد سكانها نحو 748 مليون نسمة، بحسب آخر تقديرات الأمم المتحدة لعام 2020.