أدخلت منظمة الأمين للمساندة الإنسانية بالتعاون مع منظمة الصحة التركية، اليوم السبت، جهازاً إشعاعياً لمعالجة الأورام السرطانية إلى منطقة غصن الزيتون بريف حلب الشمالي، وذلك لتخفيف المعاناة عن مرضى السرطان في مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي سورية.
وقالت مصادر طبية لـ"العربي الجديد" إن منظمة "الأمين للمساندة الإنسانية" أدخلت اليوم جهازاً إشعاعياً (راديو ثيرابي) (Radiotherapie) عبر شاحنتين، بالتعاون مع منظمة "الصحة التركية"، وذلك من معبر الحمام الفاصل بين تركيا ومنطقة غصن الزيتون إلى مستشفى عفرين العسكري في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، شمالي سورية، مشددةً على أن الجهاز يُمكن أن يغطي علاج 50% من مرضى السرطان في المنطقة.
أنباء تفيد بأنّه سيدخل اليوم بعون الله تعالى جهاز أشعّة للسرطان إلى المناطق المحررة لأوّل مرّة، وهو تقدمة من وزارة الصحة التركية عبر منظمة الأمين.
— د. أحمد محمد نجيب (@Dr_ahmad_Najeeb) September 30, 2023
يصل سعره لأكثر من٣.٧ مليون يورو.
غالبًا سيكون في المشفى العسكري في عفرين، والله أعلم. pic.twitter.com/RGKDFE7Nt2
وقال الطبيب محمد السيد علي، لـ"العربي الجديد"، إن الجهاز يبلغ سعره 3.2 ملايين يورو، ويُستخدم العلاج الإشعاعي لعلاج كل أنواع السرطان. إذ يخضع أكثر من نصف المصابين بالسرطان للعلاج الإشعاعي كجزء من علاجهم. كما يمكن استخدام العلاج الإشعاعي في علاج بعض الحالات المَرضية غير السرطانية، لا سيما الأورام الحميدة.
وأوضح السيد علي أن العلاج الإشعاعي قد يُستخدم للعلاج في أوقات أو لأسباب مختلفة خلال فترة علاج السرطان، مبيناً أنه قد يوصي الفريق القائم على علاج مريض السرطان بالعلاج الإشعاعي وحده، ويُسمى ذلك العلاج الأساسي، أو قبل الجراحة لتقليص حجم الورم ويسمى ذلك العلاج التمهيدي المساعد، أو بعد الجراحة لمنع نمو أي خلايا سرطانية متبقية، ويسمى ذلك العلاج المساعد، إلى جانب علاجات أخرى، مثل العلاج الكيميائي، لتدمير الخلايا السرطانية، وتخفيف الأعراض التي يسببها السرطان في المرحلة المتقدمة.
وبينت مصادر في مديرية صحة إدلب، لـ"العربي الجديد"، أن الجهات الطبية العاملة في الشمال السوري سوف تدخل في الأيام القريبة القادمة جهازين آخرين لعلاج الأورام السرطانية، الأول إلى منطقة إدلب، والثاني إلى منطقة "درع الفرات" بريف حلب الشرقي، شمالي سورية.
ويعتبر هذا أول جهاز إشعاعي لعلاج الأورام السرطانية يتم إدخاله إلى الشمالي السوري، بعد حملة واسعة للتضامن مع مرضى السرطان، حيث توقف إدخال المرضى إلى الأراضي التركية لتلقي العلاج، لا سيما أن عدد مرضى السرطان الموثقين في شمال غرب سورية بلغ 3100 مريض، منهم نحو 600 شخص وثقت إصابتهم بالسرطان بعد زلزال فبراير /شباط الذي ضرب شمال غربي سورية وجنوبيّ تركيا.
وكان نشطاء سوريون يعملون في المجال الطبي والإنساني والإعلامي والإغاثي قد أطلقوا حملة، في يوليو/ تموز الفائت، على مواقع التواصل الاجتماعي تحت مُسمى "أنقذوا مرضى السرطان"، لاقت تفاعلاً كبيراً، وذلك لحث السلطات التركية على السماح لقرابة 3100 مريض بالسرطان في مناطق شمال غرب سورية للدخول إلى تركيا لتلقي العلاج، بعد تفاقم الحالة الصحية لعدد كبير منهم، لا سيما أن عملية إدخال المرضى توقفت لمدة طويلة بعد الزلزال الأخير.