خفر السواحل اليوناني يتهرب من المسؤولية في مأساة غرق زورق مهاجرين: رفضوا المساعدة

16 يونيو 2023
تضاؤل الأمل بالعثور على ناجين (أمين مينجوارسلان/الأناضول)
+ الخط -

دافع خفر السواحل اليوناني، يوم الجمعة، عن استجابته لغرق زورق مهاجرين قبالة الساحل الجنوبي للبلاد، ما خلف أكثر من 500 مهاجر مفقود، مع تصاعد الانتقادات منذ سنوات للفشل في صياغة سياسة شاملة بشأن الهجرة إلى أوروبا.

وأمضت زوارق الدورية ومروحيات يوماً ثالثاً تجوب منطقة في البحر المتوسط حيث انقلب زورق الصيد المكتظ بالمهاجرين في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، فيما قالت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة إنه قد يكون ثاني أكثر حطام سفن فتكاً تم تسجيله.

وكان الحادث الأكثر دموية قد وقع عندما انقلبت سفينة قبالة سواحل ليبيا كانت في طريقها إلى إيطاليا في إبريل/نيسان 2015، ما أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 1100 مهاجر.

قالت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة إنه قد يكون ثاني أكثر حطام سفن فتكاً تم تسجيله

وقال المتحدث باسم خفر السواحل اليوناني، نيكوس أليكسيو، إن خفر السواحل وسفناً خاصة عرضت عبر الراديو ومكبرات الصوت مساعدة الزورق يوم الأربعاء أثناء وجوده في المياه الدولية، وكان بدوره متجهاً من ليبيا إلى إيطاليا، لكن تم رفض عروض المساعدة.

وأضاف لقناة "إي آر تي" التلفزيونية الحكومية، أن أي محاولة لسحب سفينة الصيد المكتظة أو إجبار مئات الأشخاص على متنها غير الراغبين على الانتقال الى سفن أخرى قريبة كان سيمثل خطراً كبيراً.

واستطرد بالقول "عندما تحاول ربط السفينة بالقوة أو ربط حبل إرساء، فإنك تحدث اضطراباً يتسبب في ارتفاع عدد الضحايا - وهو ما حدث للأسف في النهاية (...) سوف تكون قد تسببت في الحادث".

وقال أيضاً إنه "بعد قبول طعام من سفينة تجارية، رفض المهاجرون استخدام حبل لجلب المزيد من سفينة تجارية ثانية لأنهم اعتقدوا أن العملية برمتها كانت وسيلة من جانبنا لنقلهم إلى اليونان".

وبحسب الخبراء فإن القانون البحري يلزم السلطات اليونانية بمحاولة الإنقاذ بغض النظر عن رفض ركاب السفن أو الزوارق.

وقال البروفيسور إريك روسيغ، من معهد القانون الخاص بجامعة أوسلو، لـوكالة "أسوشييتد برس"، إنه من المؤكد أنه "كان على خفر السواحل اليوناني واجب بدء إجراءات الإنقاذ" نظراً لحالة السفينة، وإن رفض المساعدة يمكن نقضه باعتباره خطراً غير مقبول، كما حدث يوم الأربعاء.

من جهته، غرد فلافيو دي جياكومو، من مكتب البحر المتوسط التابع لوكالة الهجرة الأممية، على "تويتر"، قائلاً إنه يجب اعتبار جميع قوارب المهاجرين في خطر وإنقاذها فوراً لأنه "حتى عندما يبدو أنها لا تعاني من مشاكل، فإنها يمكن أن تغرق في بضع دقائق".

وتواصلت جهود الإنقاذ على مدار الساعة قبالة سواحل جنوب اليونان على الرغم من ضعف الأمل في العثور على ناجين أو جثث بعد عدم العثور على أي جثث منذ يوم الأربعاء، عندما تم انتشال 78 جثة وتم إنقاذ 104 أشخاص.

ونقل معظم الناجين، اليوم الجمعة، إلى ملاجئ المهاجرين بالقرب من أثينا، كما ألقي القبض على تسعة أشخاص - جميعهم رجال من مصر، تتراوح أعمارهم بين 20 و 40 عاماً - واحتجزوا لتهريب أشخاص والمشاركة في عمل إجرامي، بحسب وكالة "أسوشييتد برس".

وقال مسؤولو الصحة إن 27 من الناجين ما زالوا في المستشفى.

كذلك قام المسؤولون في مشرحة حكومية خارج أثينا بتصوير وجوه الضحايا وجمع عينات من الحمض النووي لبدء عملية تحديد هوياتهم.

دعوة أممية لخطوات "عاجلة وحاسمة"

إلى ذلك، دعت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إلى اتخاذ خطوات "عاجلة وحاسمة" على خلفية كارثة غرق قارب المهاجرين قبالة اليونان.

جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وجاء في البيان المشترك أن "هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لمنع المزيد من الوفيات في البحر، لا سيما بعد كارثة قارب مهاجرين قبالة اليونان".

وبهذا الخصوص، قال مدير الطوارئ في المنظمة الدولية للهجرة، فيدريكو صودا، إن "التقارير تفيد بأن محنة القارب بدأت صباح الثلاثاء".

وأضاف، بحسب ما أوردته وكالة "الأناضول"، "من الواجب إنقاذ الأشخاص المعرضين للخطر في البحر دون تأخير، وهي قاعدة أساسية في القانون البحري الدولي"، حسب البيان نفسه.

وأكد صودا "الحاجة إلى التعاون بين الدول لمعالجة الثغرات في البحث والإنقاذ الاستباقي والإنزال السريع والمسارات المنتظمة الآمنة".

وفي السياق، أعلن المفوض الأممي السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أن الحادثة أسفرت عن مصرع 78 شخصاً حتى الآن، واعتبر نحو 500 شخص بينهم أطفال ونساء في عداد المفقودين.
(الأناضول، أسوشييتد برس)

المساهمون