خطوات للتخلص من "متلازمة الكهف" الناتجة عن العزل بسبب كورونا

18 يونيو 2021
يتردّد الكثير من الناس قبل الخروج من منازلهم (Getty)
+ الخط -

لم تعد تداعيات فيروس كورونا محصورة بالأعراض الجسدية والنفسية الآنية فحسب، بل تعدّت ذلك لتصيب الكثير من الأشخاص بصدمات طويلة الأمد، قد تحول دون تمكنهم من استعادة الحياة كما كانت في السابق.

مع بدء الخروج من حالات الإغلاق وإجراءات العزل التي فُرضت لأكثر من عام في معظم الدول تقريباً، يتردّد الكثير من الناس، بشكل لافت، قبل الخروج من منازلهم والعودة للانخراط في نشاطات المجتمع.

هذه النتيجة دفعت الطبيب النفسي أرثر بريجمان إلى إطلاق تسمية "متلازمة الكهف" على هؤلاء الذين يعانون من رعب الخروج من المنازل. و"متلازمة الكهف" مصطلح غير طبي، ابتكره الطبيب ليصف به الحالة النفسية لعدد كبير من مرضاه، ومحاولة إخراجهم من هذه العزلة.

في عيادته، في كورال جابلز في ولاية فلوريدا، وجد بريجمان أنّ العديد من مرضاه يعانون من التوتر بشأن الخروج من منازلهم والتفاعل مع الآخرين مع رفع قيود فيروس كورونا، حتى إنّ بعض المرضى يشعرون بعدم الارتياح إلى حدّ كبير من مجرد فكرة الخروج من باب المنزل، فيما آخرون يعانون من خوف يصل إلى حد الرعب.

لم يخفِ بريجمان صدمته في حديثه لشبكة "سي أن أن" الأميركية من أنّ جزءا من مرضاه يجري جلسات العلاج عن بعد، ويرتدي الكمامة حتى داخل المنزل.

على مدار الشهرين الماضيين، رأى الطبيب أشخاصاً يعانون من حالات متوسطة إلى شديدة من الخوف، إلى حدّ أنّ البعض منهم طلب من الطبيب النفسي تزويده بتقرير "يوثق فيه عدم قدرة المريض على العودة إلى العمل المباشر، والبقاء في إطار نظام العمل عن بعد".

وللخروج من هذه الحالة النفسية، نشرت شبكة "سي أن أن" الأميركية بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد المرضى بالاستناد إلى أحاديث وتوصيات أطباء نفسيين، وتتلخّص هذه الخطوات بما يلي:

الخطوة الأولى: البحث عن الشجاعة لمغادرة الكهف

بحسب الطبيب بريجمان، تتلخّص أولى الخطوات بالتحلّي بالشجاعة لمغادرة "الكهف"- يقصد بها مجازياً مغادرة البيت- ويمكن البحث عن الشجاعة من خلال تطوير خطوات "التركيز، الموقف، والرؤية"، وهو نظام طوره في العام 2021.

يرى بريجمان أنّ الإدراك لمعرفة سبب الخوف من الخروج والتركيز عليه يساعدان المريض بشكل لافت، إضافة إلى ذلك، على المريض أن يبحث عن الأمر الإيجابي لمغادرة المنزل، وتصوّر الحياة التي يريد أن يعيشها.

تكون نقطة الانطلاق في هذه الاستراتيجية من خلال البحث عن سبب التوتر، وبعدها يمكن تطوير موقف إيجابي والبحث عن سبب للخروج من المنزل.

وأشار بريجمان إلى أنّ إحدى الطرق الرائعة لتطوير هذه الإيجابية هي تخيّل جميع الأنشطة الرائعة التي شارك فيها المريض قبل الوباء، مثل تناول الطعام في الخارج مع الأصدقاء أو حضور الحفلات الموسيقية.

فيما يرى أنّ الخطوة الأخيرة في هذا المرحلة تأتي من خلال تصوّر الأهداف وما يمكن تحقيقه عند مغادرة "الكهف".

الخطوة الثانية: اعتبار التردّد أمراً طبيعياً وليس مرضاً

يرى آلان تيو، الأستاذ المساعد في الطب النفسي في جامعة أوريغون للصحة والعلوم في بورتلاند، أنّ التردّد أمر طبيعي لدى الكثير من الناس للخروج إلى العالم، وهو أمر متوقع عند البشر، ولذا ينتقد إطلاق مصطلح "متلازمة الكهف" على مجمل المرضى.

ويقول: "إنّ ما قد يمرّ به العديد من الناس بعد العيش في جائحة لمدة عام هو القلق، وهو شعور طبيعي ومناسب تجب تجربته عند مواجهة مثل هذا الحدث الصادم".

ومن هنا، بحسب تيو، من الضروري اعتبار التردد والقلق أمرين طبيعيين، كمرحلة أساسية للخروج من الأزمة النفسية، ومواجهة التردّد من خلال الاعتراف به وقبوله.

الخطوة الثالثة: اتباع استراتيجيات لمواجهة الخوف

بحسب تيو، فإنّ إحدى الطرق التي يمكن أن تساعد لمواجهة الخوف هي اتباع المقارنة الاجتماعية.

ويرى أنه وبدلاً من استخدام المقارنة الاجتماعية التصاعدية، أي مقارنة أنفسنا بالآخرين الذين يتواصلون اجتماعياً بشكل كبير، على المريض مقارنة نفسه بمن يتفاعلون بشكل أقل اجتماعياً، إذ يعتبر ذلك نوعاً من التحفيز.

ووفق تيو، فالمقارنة الاجتماعية التنازلية تساعد المريض على مواجهة الخوف.

كذلك، اقترح تيو أيضاً أن يتبع الناس نهجاً قائماً على السلوك يسمى منع التعرض والاستجابة. إنها استراتيجية سريرية حيث يعرّض المريض نفسه للخوف، ولكن بشكل تدريجي، حتى يتم التخلص نهائياً من آثاره.

وأضاف تيو: "إنّ الطريقة السهلة للتفكير في هذا النهج هي أن يتخيّل المريض نفسه وكأنه يتسلق سلماً ويتوجه إلى المجتمع بشكل تدريجي، فعلى سبيل المثال، يمكن الخروج مع صديق كخطوة أولى، فيما الخطوة الثانية تكون بالخروج مع مجموعة من الأصدقاء، وهكذا إلى أن يتمكن المريض من الخروج بمفرده".

المساهمون