خطة عراقية لإعادة النازحين لا تتضمن المبعدين من جرف الصخر

11 يوليو 2021
تسيطر المليشيات على جرف الصخر منذ سنوات (Getty)
+ الخط -

كشفت وزارة الهجرة والمهجرين العراقيين، اليوم الأحد، عن خطة لإعادة النازحين إلى مناطقهم، لكنها لا تشمل إعادة المبعدين من بلدة جرف الصخر، جنوب العاصمة بغداد، والتي تسيطر عليها مليشيات مسلحة حليفة لإيران، منذ ما يزيد عن 6 سنوات، وتمنع عودة أهلها. فيما اعتبرت وزيرة الهجرة إيفان فائق ملف البلدة "أمنيا"، وأن الوزارة "غير معنية به".

وأحصت الوزارة 39 ألف أسرة في مخيمات النزوح، مؤكدة أن أغلب النازحين يقطنون في مخيمات إقليم كردستان، لكنها لا تحتسب من يقيمون خارج المخيمات ضمن أرقامها، وتقدم المساعدات لنازحي المخيمات حصرا، بينما يقدر إجمالي النازحين خارج المخيمات بأكثر من 750 ألفا يقيمون في مجمعات سكنية على نفقتهم الخاصة ببلدات عدة في أربيل والسليمانية، فضلا عن بغداد والأنبار وغيرها.

وقالت وزيرة الهجرة والمهجرين إن "بلدة جرف الصخر شمالي محافظة بابل ما تزال غير آمنة لإعادة العائلات النازحة إليها، وجميع الكتب الرسمية للأجهزة الأمنية تؤكد ذلك. لا يمكن أن نتحمل مسؤولية إعادة النازحين إلى البلدة، وملف نازحي البلدة لا يتعلق بوزارة الهجرة والمهجرين، وإنما مرتبط بالأجهزة الأمنية".

وتقع بلدة "جرف الصخر" على مسافة نحو 60 كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة بغداد، وتزيد مساحتها عن 50 كيلومتراً مربعاً، ولم تتمكن الحكومات العراقية المتعاقبة من استعادة السيطرة عليها، إذ يسيطر عليها خليط من المليشيات المرتبطة بإيران، وأبرزها "كتائب حزب الله"، و"سرايا الخراساني"، و"عصائب أهل الحق"، و"كتائب الإمام علي"، وحركة "النجباء".

وأكد نائب عراقي، طلب إخفاء هويته، لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة الحالية لم تبذل أي جهود أو وساطات لإعادة نازحي جرف الصخر، وغيرها من البلدات التي تسيطر عليها المليشيا. الحكومة أيقنت أن الفصائل لن تسمح بعودة النازحين، ولا قدرة لها على فرض أي قرار على تلك الفصائل، لذا تركت الملف للحكومة القادمة، والملف سيبقى معطلا، لاسيما وأن تلك الفصائل تحقق مكاسب مالية وسياسية من خلال سيطرتها على تلك المناطق".

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين، علي عباس، في إيجاز صحافي، إن "هناك خطة وطنية وضعتها الوزارة، وتمت المصادقة عليها من مجلس الوزراء، والوزارة بصدد تنفيذ برنامج بالتعاون مع منظمات دولية ومحلية، وصندوق الإعمار، وبتنسيق مباشر مع مكتب رئيس الوزراء، وكذلك وزارة التخطيط، لإعادة النازحين"، داعيا المجتمع الدولي إلى "الإسراع في دعم تأهيل تلك المناطق، والتي تعمل الوزارة على ترميم بعضها في عدد من المناطق".

وأبرز البلدات التي تحتلها المليشيات وترفض الانسحاب منها جرف الصخر، ويثرب، والعويسات، والعوجة، وذراع دجلة، والثرثار، ومجمع الفوسفات، ومجمع بيجي، إضافة إلى مناطق أخرى، وقرى أخرى أغلبها في محافظتي نينوى، وصلاح الدين.

المساهمون