خطة أميركية لإبقاء المهاجرين بعيداً عن الحدود

18 يونيو 2023
يتوجب على المهاجرين الآن تحديد موعد إلكتروني (غويليرمو آرياس/فرانس برس)
+ الخط -

يضمن افتتاح الولايات المتحدة مراكز مراجعة لمتابعة طلبات الهجرة في كولومبيا وكوستاريكا وغواتيمالا، أن تصبح هذه البلدان غرف انتظار بعيدة لطالبي اللجوء في انتظار تأشيرات أميركية. وتسعى مبادرة "التنقل الآمن" التي أطلقتها واشنطن في أميركا الوسطى ـ الممر الرئيسي لعشرات آلالاف الذين يأملون في الوصول إلى الولايات المتحدة ـ إلى توسيع الوسائل القانونية أمام طالبي اللجوء مع إبقائهم في دول بعيدة من الحدود الأميركية.

بدأ البرنامج الجديد في 11 مايو/أيار الماضي مع نهاية الإجراء المعروف باسم "المادة 42" الذي يمنع تقديم طلب لجوء في الولايات المتحدة ويسمح بترحيل المهاجرين إلى المكسيك فوراً بحجة مكافحة كوفيد-19. ويتوجب على المهاجرين الآن تحديد موعد إلكتروني عبر استخدام موقع خاص، تدعمه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة.

وستجري مراكز المراجعة الجديدة في كولومبيا وغواتيمالا مقابلات مع المهاجرين الذين يرغبون في التوجه إلى الولايات المتحدة وكندا وإسبانيا. وفي كوستاريكا، ستسهل مكاتب "التنقل الآمن" السبل أمام النيكاراغويين والفنزويليين للهجرة بشكل قانوني إن كانوا في البلاد قبل حلول 12 يونيو/حزيران.

ويرى مسؤولون أميركيون أن البرنامج الجديد ناجح. وقال مسؤول في الخارجية الأميركية إن البرنامج يوسع السبل القانونية أمام المهاجرين للحصول على تأشيرات "بدلاً من القيام بالرحلة الخطرة في مسعى للدخول بشكل غير قانوني". وزاد تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة من أميركا الجنوبية، وخصوصاً فنزويلا والإكوادور، عبر ثغرة دارين المؤلفة من أدغال بين كولومبيا وبنما.

وأكد بيان صادر مؤخراً عن الأمم المتحدة أن أكثر من 100 ألف شخص عبروا عبر دارين في عام 2023، في زيادة ستة أضعاف عن الفترة نفسها العام الماضي.

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن مراكز المراجعة الجديدة ستسهل أمام المهاجرين معرفة إن كانوا يملكون طريقاً قانونياً للتوجه إلى الولايات المتحدة بدلاً من المخاطرة بحياتهم على أيدي مهربي البشر. أما الأكاديمي في جامعة كوستاريكا كارلوس ساندوفال، فقال إن هذه المبادرة تستجيب لاستراتيجية نقل مراقبة الهجرة جنوباً لتطبيق ما وصفه بـ "مزيد من مراقبة الحدود قبل الحدود الحقيقية". تابع: "المكسيك هي الحدود الأولى"، مشيراً إلى أن المسؤولين الأميركيين سعوا أيضاً لمراقبة الحدود "في غواتيمالا والآن يشمل ذلك الجنوب".

وفي مارس/آذار الماضي فقط، سعى أكثر من 160 ألف شخص للعبور إلى الولايات المتحدة من المكسيك، بحسب وزارة الخارجية. وقال ساندوفال إن هناك ثلاثة أنواع من المهاجرين يتلاقون على الطريق إلى الولايات المتحدة. هناك من يأتي من أميركا الوسطى ومن أميركا الجنوبية وخصوصاً فنزويلا، وأخيراً أشخاص من أماكن اخرى في العالم.

أضاف: "لطالما كانت أميركا الوسطى وستبقى غرفة انتظار". ولاحظت غابرييلا أوفييدو التي تعمل منسقة لمشروع التنقل البشري في مركز العدالة والقانون الدولي أن غواتيمالا وكوستاريكا وكولومبيا ستكون دولاً استراتيجية "لاحتواء تدفقات الهجرة هذه".

وتقترح الولايات المتحدة على المهاجرين الانتظار في البلد الذي هم فيه لحين الانتهاء من النظر في طلب التأشيرات، مع أنه لا ضمانات لحصولهم عليها. وأكد المسؤول الأميركي أنه يتوجب على الدول الثلاث "مساعدة اللاجئين المعرضين للخطر في تلقي المساعدات التي يحتاجون اليها" للحصول على وضع قانوني، بينما ينتظرون "مسارات قانونية لدول أخرى بينها الولايات المتحدة". لكن في العاصمة غواتيمالا، يطلب الفنزويلي دييغو بيريوس (23 عاما) المال ليتمكن من مواصلة رحلته شمالا، على الرغم من بدء برنامج الهجرة. وصل الشاب إلى غواتيمالا قبل عدة أيام ويأمل في الوصول إلى الحدود الأميركة-المكسيكية مع زوجته وابنتيه في أسرع وقت. وقال لفرانس برس "غواتيمالا مجرد نقطة عبور". وحذرت أوفيدو من أنه "لا وضوح" حول كيفية عمل هذه المراكز أو ماهية الإجراءات. وقالت "لا نعلم كم من الوقت سيستغرق الأمر، وماذا سيحدث للأشخاص الذين سيحرمون من التصاريح العادية. هناك عدم يقين كبير". 

(فرانس برس)

المساهمون