خرائط نزوح جديدة لسودانيين ولاجئين عائدين إلى بلدانهم

11 مايو 2023
لاجئون إثيوبيين عادوا من السودان إلى بلدهم (إيمانويل سيليشي/ فرانس برس)
+ الخط -

بعدما فتح السودان أذرعه لملايين اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل في السنوات الماضية، يجد أبناؤه أنفسهم اليوم مضطرين للنزوح إلى دول الجوار مع استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، في حين بات اللاجئون مضطرين للعودة إلى بلدانهم الأصلية، أو البحث عن بلد ثالث أكثر استقراراً.

ولا تتوفر إحصاءات دقيقة عن عدد اللاجئين الأجانب في السودان، لكن مصادر مختلفة، بينها إعلامية، ترجح احتضانه ما بين 8 و10 ملايين لاجئ، بينهم نحو 4 ملايين إثيوبي، و3 ملايين من دولة جنوب السودان، و700 ألف من اليمن، و250 ألفاً من سورية، إضافة إلى آلاف من إريتريا.

أما مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فتقدر عدد هؤلاء اللاجئين بأكثر من مليون، منهم 800 ألف من دولة جنوب السودان، التي استقلت عن الخرطوم رسمياً عام 2011، وتشير إلى أن ربعهم يعيشون في العاصمة الخرطوم التي تشهد اشتباكات عنيفة حالياً.

واللافت أن الأمم المتحدة لم تسجل في آخر تقاريرها حركة نزوح إلى بلدان إثيوبيا وإريتريا وجمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة للسودان، بل رصدت تزايد حركة اللجوء العكسي للسودانيين إلى دول الجوار، على غرار تشاد وجنوب السودان ومصر وحتى ليبيا، في ظل انعدام الأمل بتوقف القتال قريباً.

وكشف تقرير أصدرته الأمم المتحدة في 25 إبريل/ نيسان الماضي، عن وصول نحو 20 ألف لاجئ سوداني من إقليم دارفور إلى شرق تشاد التي تحتضن أصلاً نحو 400 ألف لاجئ قدموا إليها خلال حرب دارفور الأولى بين عامي 2003 و2019، علماً أن اللاجئين السابقين يتوزعون على 13 مخيماً للاجئين في تشاد التي تعاني بدورها من ظروف أمنية هشّة.

وأشار التقرير ذاته إلى أن عدد اللاجئين السودانيين في دولة جنوب السودان يبلغ نحو 4 آلاف، لكن وزارة خارجية هذه الدولة أعلنت في 4 مايو/ أيار الجاري، أن عدد اللاجئين السودانيين في البلاد تجاوز 25 ألفاً.

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية استقبال 16 ألف لاجئ، بينهم نحو 15 ألف سوداني، والباقون من 50 جنسية أخرى. وهذه الأعداد تضاف إلى نحو 86 ألف طالب لجوء سوداني كانوا موجودين في مصر قبل اندلاع الاشتباكات الأخيرة في منتصف إبريل/ نيسان الماضي، إلى جانب نحو 4 ملايين سوداني يقيمون في هذا البلد.

وتطالب أصوات في مصر بإلغاء تأشيرات دخول اللاجئين السودانيين لأسباب إنسانية، وفتح الحدود أمامهم حتى استقرار الأوضاع في وطنهم، في حين تتحفظ أطراف أخرى على رفع التأشيرة لأسباب أمنية.

إلى ذلك، لم تحدد بيانات الأمم المتحدة أعداد اللاجئين السودانيين الذين فروا عبر الحدود إلى ليبيا التي تظل أقصر طريق لبلوغ أوروبا بسبب قربها من سواحل إيطاليا ومالطا. أما عدد طالبي اللجوء السودانيين في ليبيا فيقدر بنحو 15 ألفاً.

وبالنسبة إلى اللاجئين الأجانب في السودان، فهم يجدون أنفسهم في مأزق جديد، وفي مقدمهم الإثيوبيون الذين فروا خلال الأشهر الماضية من إقليم تيغراي الذي شهد أعمال عنف بين عامي 2020 و2022. ويوجد نحو 60 ألفاً منهم في شرق السودان الأكثر هدوءاً حالياً، لكن إذا توسعت المعارك إلى مناطق حدودية سيضطر جزء منهم للعودة إلى تيغراي، وهو ما بدأ يحدث فعلاً بعد توقيع اتفاق سلام بين الحكومة الاتحادية في أديس أبابا، وجبهة تحرير شعب تيغراي المتمردة.

(الأناضول)

المساهمون