استمع إلى الملخص
- تأثيرات الكبتاغون: يُعتبر من المنشطات النفسية المحظورة، يسبب الإدمان بسهولة ويؤدي إلى تفكك العلاقات الاجتماعية وسلوكيات متهورة، مما يعرض المستخدم للمساءلة القانونية.
- ضبط عمليات التهريب: لم تُسجل أي عمليات تهريب منذ سقوط النظام، حيث ضبطت إدارة العمليات العسكرية 20 معملاً ومستودعاً في دمشق، كانت تحتوي على ملايين الحبوب المخدرة.
قام "العربي الجديد" بجولة داخل أحد أخطر معامل "الكبتاغون" على مستوى العالم، ضمن أبرز مقرات "الفرقة الرابعة" التي كان يقودها شقيق رأس النظام السوري المخلوع، ماهر الأسد، في منطقة يعفور بريف العاصمة السورية دمشق، جنوب غربي سورية. ويحتوي المصنع على أطنان من المواد الأولية لصناعة الكبتاغون، بالإضافة إلى وجود آليات التصنيع، لا سيما أن المقر كان ما قبل اندلاع الثورة مزرعة استولت عليها الفرقة بالقوة وحوّلتها إلى معمل لتصنيع "الكبتاغون".
وشرح أحد مقاتلي إدارة العمليات العسكرية لـ"العربي الجديد" محتويات المصنع وجال في أقسامه، مقدّماً شرحاً للمقتينات الموجودة ووظيفتها في إنتاج الكبتاغون. وتُصدّر الحبوب التي تُصنّع في هذا المعمل ضمن "براميل" خشبية إلى مستودعات تُخفى فيها حبوب الكبتاغون داخل الخضروات ومحركات السيارات وخراطيم البلاستيك وغيرها من الأشياء التمويهية بهدف شحنها إلى دول الجوار عبر الطرق البرية أو إلى الدول الأوروبية عبر البحر.
إلى ذلك، قال تركي العبد الله، وهو مواطن يقيم بالقرب من مصنع الكبتاغون التابع لنظام الأسد، لـ"العربي الجديد"، إن: "كانت الشاحنات تمر يومياً من هنا ولا نعرف ما بداخلها، ولا أحد يستطيع أن يسأل عن الأمر"، مضيفاً: "كانت هناك روائح كريهة في المنطقة، وكانوا يقولون لنا إن هذا المصنع تابع للحزب ولا نعرف أي حزب يقصدون".
يقول نبيل بزماوي، وهو الطبيب العام في مركز زرزور الصحي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الكبتاغون هو أحد أنواع المنشطات النفسية التي تستخدم بشكل غير قانوني، وتشتهر بآثارها السلبية على الصحة"، مضيفاً أن "أخطر أضرار الكبتاغون هو الإدمان، إذ يسبب الاعتماد الجسدي والنفسي، مما يجعله مادة تسبب الإدمان بسهولة، كما أن الشخص المتعاطي قد يجد صعوبة في الإقلاع عن تعاطيه، مما يؤدي إلى حالات انسحاب مؤلمة، بالإضافة إلى التأثيرات الاجتماعية، إذ إن تعاطيه يُسهم في تفكك العلاقات الاجتماعية والعائلية، ويؤدي إلى سلوكيات متهورة وتعرض الأفراد لمواقف خطيرة"، مُشيراً إلى أن "الكبتاغون يعتبر من المواد المحظورة في معظم الدول، مما يعرض المستخدم للمساءلة القانونية".
ولم تُسجل الحدود السورية مع دول الجوار أي عملية تهريب للحبوب المخدرة منذ سقوط النظام السوري في الـ8 من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لا سيما أن إدارة العمليات العسكرية تمكنت من ضبط حوالي 20 معملاً ومستودعاً لحبوب "الكبتاغون" خلال عمليات التمشيط في العاصمة السورية دمشق وحدها، معظمها ضمن مقرات "الفرقة الرابعة" كان بداخلها ملايين الحبوب المخدرة مخبأة ضمن ترانسات نحاسية وخضروات وإطارات بلاستيكية وخراطيم نايلون، ومُعدة للتهريب إلى دول الجوار عبر الطرق البرية، وإلى دول أوروبا عبر البحر.