أطلق عاملون في المؤسسات الطبية وإعلاميون وفرق إغاثية في الشمال السوري، أمس الخميس، حملة لإنقاذ مرضى السرطان المحاصرين تحت عنوان "أنقذوهم"، ودعوا إلى تحمّل المسؤولية القانونية والأخلاقية وتزويدهم بالمعدات الطبية والأدوية الكفيلة بإنقاذ المصابين بهذا المرض.
وقال عبد الله الخطيب المسؤول الإعلامي في فريق ملهم التطوعي المشارك في الحملة لـ "العربي الجديد"، إنه "بعد إغلاق المعابر على إثر كارثة الزلزال التي حلّت ببلادنا، بقي مرضى السرطان مكتوفي الأيادي يراقبون الموت وهو يقترب منهم".
وأضاف: "بالتعاون مع مديرية الصحة ومراكز الأورام والمكتب الطبي لمعبر باب الهوى، وبعد دراسة عن تقييم الوضع الراهن وأفضل الحلول وأكثرها ديمومة للاستجابة للكارثة التي تهدد حياة آلاف المرضى، أطلقنا هذه الحملة ونسعى من خلالها لتأمين الأجهزة الإشعاعية (كالجهاز الإشعاعي وجهاز pet ct) التي قد يصل سعرها مع التركيب إلى مليوني دولار، كما نهدف إلى توفير جرعات الكيماوي التي قد تبلغ تكلفة تأمينها لثلاثة أشهر فقط، ما يقارب نصف مليون دولار".
وأوضح أنّ حملة "أنقذوهم" تسعى إلى تجهيز الشمال السوري بمتطلبات علاج السرطان الضرورية، والتي تخلو منها المنطقة رغم ازدياد أعداد المرضى الذين يهدد السرطان أرواحهم، ورغم ارتفاع تكلفة الأجهزة.
من جانبه، قال مدير صحة إدلب الدكتور زهير قراط لـ"العربي الجديد"، إنّ الحملة تهدف لإنشاء مركز علاج مرضى السرطان حسب المبلغ الذي سيتم جمعه، وشراء أجهزة العلاج الشعاعي غير المتوفرة قصد مساعدة المرضى غير القادرين على العلاج في تركيا.
وجاء في بيان للحملة أنه "مع معاناة المرضى من الخوف والتهميش الطبي والغذائي والاستهداف الممنهج للمنطقة بالسلاح الكيماوي، ازدادت معاناة مرضى السرطان إثر الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة، وحال بينهم وبين الحصول على العلاج في المشافي التركية".
وشدد البيان على أنّ "تحمّل العالم لمسؤولياته ومدّ يد العون لأولئك الأطفال والمرضى وإنقاذهم من الموت، من شأنه أن يساعد في ترميم بقايا الثقة مع الشعب السوري، والتي تحطمت آخرها أثناء الزلزال الأخير الذي تم فيه التجاهل المطلق للإنسان السوري، ودون أدنى مراعاة لحقوق الإنسان والميثاق الدولي".
وبحسب بيان الحملة، يبلغ عدد متضرري السرطانات الذين توقف علاجهم بسبب الزلزال 1785 حالة، وعدد من عادوا من تركيا بسبب توقف العلاج وباتوا بدون أي فرصة علاجية 450، في حين يبلغ متوسط الحالات السرطانية المسجّلة جديداً شمال غربي سورية 1100 حالة سنوياً بمعدل 3 حالات يتم اكتشافها يومياً.
وطالب القائمون على الحملة، بـ"الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة في التوقيت اللازم لأنّ الأمر لا يحتمل الانتظار"، وأعلنوا عن إطلاق رابط لاستقبال التبرّعات من الأفراد والشعوب بالتنسيق مع فريق ملهم التطوعي، والتي ستكون مخصصة لعلاج مرضى السرطان وتأمين معدات ومراكز علاج تحت إشراف لجنة من القائمين على الحملة.