حملة "بادري" السورية.. لإدخال الفتيات إلى سوق العمل

16 نوفمبر 2022
نشاط نسائي متنوع لدعم المجتمع في إدلب السورية (العربي الجديد)
+ الخط -

أطلقت مجموعة من النساء السوريات في منطقة جبل الزاوية، جنوبي محافظة إدلب، شمال غربي سورية، حملة "بادري"، تهدف لاكتساب مهارات جديدة في الحياة، وتبادل الخبرات في ما بينهن، إضافة لتقديم التدريبات المجانية لفتيات بهدف إدخالهن إلى سوق العمل، والاعتماد على أنفسهن، وتعليم وتدريب من يأتي من بعدهن.

سمر صطيفي، مسؤولة التواصل في الحملة، قالت لـ"العربي الجديد"، إن "مجموعة من النساء القادرات على التدريب في منطقة جبل الزاوية قررن الدخول في مجال العمل التطوعي وتقديم الخدمات بشكل مجاني لشرائح عدة في المجتمع الذي يقمن به وأطلقن على أنفسهم حملة بادري".

وأوضحت صطيفي خلال حديثها أن "الهدف الرئيسي من الحملة هو تقديم التعليم لمقدمات الرعاية والفتيات وتدريبهن على مهن يدوية وحرفية ليصبحن قادرات على تأمين بعض من احتياجات أسرهن وإعانتهن لتحقيق الاكتفاء المعيشي".

وأشارت صطيفي إلى أن الأسباب التي دفعتهن لإطلاق الحملة في بداية الأسبوع الحالي هي "العمل على زيادة مقدمات الرعاية التي تعيد للمرأة مكانتها في المجتمع المحلي، نظرا للصعوبات التي تواجهها في الحصول على عمل إن كان بسبب ضعف التحصيل العلمي، أو عدم امتلاكهن مهنة يستطعن من خلالها كسب المال والوصول إلى حياة كريمة".

وأضافت صطيفي أن "عدد المستفيدين من التدريبات التي قدمنها حتى الآن يقارب الـ150 امرأة وفتاة، ومن المتوقع أن يزيد العدد خلال الأيام القادمة".

وأشارت إلى أن التدريبات التي تقدمها حملة "بادري" هي "تدريبات على صنع الحلويات وتزيينها، وصناعة المعجنات، وتصفيف الشعر والعناية بالبشرة أو ما تعرف باسم الكوافيرة، إضافة لتزيين الزجاج، واستخدام الحاسوب، ودورات تقوية في اللغات العربية والتركية، وتدريبات في مجال حماية الطفل، وطرائق التدريس، ودورات في محو الأمية للمتسربين من التعليم لفترات زمنية طويلة".

 

من جهتها، قالت آمنة أبو سن، وهي إحدى المستفيدات من تدريبات حملة "بادري"، والبالغة من العمر 24 عاما، إن سبب دخولها في التدريب هو اكتساب خبرة في مهنة صناعة الحلويات، حتى تستطيع من خلالها مساعدة والدتها في تأمين العائلة التي باتت تعاني من ظروف معيشية صعبة، بعدما توفي والدها قبل أعوام.

فيما قالت خديجة شعبان، وهي من الفتيات اللاتي يتلقين تدريبات في مجال تصفيف الشعر، لـ"العربي الجديد"، إن سبب الدخول في هذه التدريبات هو الخوض في مجال العمل، لأن هناك فائدة لها ولغيرها من النساء، وأن تصبح قادرة على الاعتماد على نفسها في المستقبل.

واعتبرت شعبان أن "التدريبات قادرة على إعطاء الفائدة الكبيرة للنساء في منطقة جبل الزاوية، وخاصة أن هناك انتشارا كبيرا للنساء الأرامل اللواتي فقدن أزواجهن وبتن معينات لأسرهن بشكل كامل ومسؤولات عن أطفالهن، وهناك الكثير من المتطلبات اليومية لهؤلاء الفتيات والنساء، ومن الممكن أيضًا أن تقدم الفتاة العزباء المساعدة لعائلتها بسبب ظاهرة الفقر المنتشرة في المجتمع بشكل كبير".
ومع ازدياد نسبة الفقر وانخفاض الدخل، أصبحت المرأة في منطقة جبل الزاوية تمارس الكثير من الأعمال، وتأخذ دورا مهما في تأمين دخل للأسرة.

المساهمون