استمع إلى الملخص
- **جهود المنظمات الدولية:** منظمة الصحة العالمية واليونيسف وضعتا خططاً لتطعيم 640 ألف طفل، بمشاركة 2700 عامل صحي و1.6 مليون جرعة لقاح، مع ضمان سلسلة الإمدادات والتبريد.
- **العقبات اللوجستية والإنسانية:** إيصال المساعدات عبر نقاط الدخول التي تسيطر عليها إسرائيل يمثل تحدياً كبيراً، مع انقطاع الكهرباء والوقود. الأمين العام للأمم المتحدة دعا إلى هدنة لتطعيم الأطفال.
يعقّد القصف الإسرائيلي المتواصل وارتفاع درجات الحرارة خطط التلقيح ضد شلل الأطفال في غزة الذي سجل الأسبوع الماضي أول حالة مؤكدة بالمرض منذ 25 عاماً، وسط تدهور كبير في الظروف الصحية بسبب الحرب المندلعة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أن طفلاً عمره عشرة أشهر من مدينة دير البلح وسط غزة أصيب بالمرض، وأنه لم يحصل على جرعة تطعيم.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أنهما وضعتا خططاً لتطعيم 640 ألف طفل في أنحاء غزة بدءاً من 31 أغسطس/ آب الجاري. لكن جولييت توما، مديرة الاتصالات في وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قالت إنه "يصعب تنفيذ حملة تطعيم بهذا الحجم تحت سماء مليئة بالغارات الجوية".
ومن العقبات أيضاً فرض قيود على دخول المساعدات، ومن بينها الأدوية، إلى القطاع المحاصر، كما تزيد درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف صعوبة تنفيذ حملة التلقيح. وينتشر فيروس شلل الأطفال غالباً عبر مياه الصرف الصحي وتلك الملوّثة، وهو شديد العدوى، ويمكن أن يسبب تشوّهات وشللاً دائماً، وقد يصبح مميتاً، علماً أنه يُصيب بشكل رئيسي الأطفال دون سن الخامسة.
وأعلن ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة، ريتشارد بيبيركورن، أن المنظمة ستُشرف على الخطة الرئيسية لحملة التطعيم التي سيشارك فيها 2700 عامل صحي يتوزعون على 708 فرق. أما المتحدث باسم "يونيسف" جوناثان كريكس فأوضح أن المنظمة ستكون مسؤولة عن ضمان سلسلة الإمدادات التي تحتاج إلى تبريد لجلب اللقاحات وتوزيعها في أنحاء غزة. وذكر أن اللقاحات عبارة عن قطرات فموية غير قابلة للحقن يتوقع أن تدخل غزة من إسرائيل الأحد المقبل عبر معبر كرم أبو سالم قرب الحدود مع مصر.
وجرى تحضير نحو 1.6 مليون جرعة لتوفير لقاحين لكل لـ640 ألف طفل، وأيضاً جرعات فائضة لتغطية ما يمكن فقدانه بسبب الحرارة. وأشار كريكس إلى أن كل صندوق يحتوي على رمز يتفاعل مع التغيّرات في درجات الحرارة، ويظهر عندما تصبح الجرعات غير قابلة للاستخدام.
ويُعتبر إيصال المساعدات والإمدادات عبر نقاط الدخول التي تسيطر عليها إسرائيل قضية مركزية بالنسبة إلى المنظمات الإنسانية العاملة في غزة التي تشكو من القيود التي يفرضها الاحتلال، وأيضاً من تغييره القوائم الخاصة بالمواد التي يسمح بإدخالها، والعقبات الإدارية التي تؤدي إلى التأخير، ما زاد النقص في كل شيء في القطاع، من وقود ومعدات طبية وغذاء.
وفي المقابل، تنفي إسرائيل تسببها بهذه العراقيل، وتتهم المنظمات الإنسانية بأنها تفتقر إلى القدرة على توزيع السلع المسموحة في غزة. وقالت توما: "بمجرد وصول اللقاحات إلى غزة سيجري الحفاظ عليها في سلسلة التبريد، وهي مساحة تخزين تابعة للأمم المتحدة في مدينة دير البلح وسط غزة، قبل بدء حملة التطعيم في 31 أغسطس".
ولفت كريكس إلى أن اللقاحات "ستوزّع عن طريق شاحنات تبريد إذا استطعنا العثور على بعضها، وإلا عن طريق صناديق تبريد مملوءة بأكياس ثلج، وهناك 16 مستشفى فقط من أصل 36 تعمل في غزة، وبشكل جزئي فقط".
ومع توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة وانقطاع إمدادات الكهرباء من إسرائيل، تعتمد المرافق الصحية على المولدات، بينما الوقود شحيح جداً. وبحسب كريكس، جرى تحديد 11 منشأة صحية قادرة على الحفاظ على سلسلة التبريد، لكن حتى لو نُقلت اللقاحات ووُزّعت بنجاح، لا يمكن ضمان وصول الناس إليها بأمان.
طلب هدنة لمواجهة شلل الأطفال في غزة
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى هدنة لمدة سبعة أيام لتطعيم الأطفال.
واعتبر مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة في غزة، موسى عابد، أنه "من دون بيئة آمنة لن تصل حملة التطعيم إلى 95% من الأطفال دون سن العاشرة. والعديد من سكان غزة يعيشون في مخيمات مؤقتة أو في مدارس أونروا التي تستخدم كملاجئ، ما يجعل الوصول إليها أمراً صعباً".
وقالت توما التي عملت ضمن فريق الاستجابة لمنع انتشار شلل الأطفال خلال الحرب في كل من سورية والعراق، إن "عودة شلل الأطفال إلى مكان سبق أن أعلن القضاء على المرض فيه خير تعبير عن الواقع".
(فرانس برس)