حكومة الإنقاذ تؤجر المدارس العامة في إدلب... و6 مدارس تضرب عن العمل

26 أكتوبر 2022
تعاني إدلب من قلة الدعم المقدم من الجهات المانحة للتعليم (العربي الجديد)
+ الخط -

أكدت مصادر خاصة، مطلعة على شؤون حكومة الإنقاذ في إدلب، لـ"العربي الجديد"، ضلوع "حكومة الإنقاذ" التابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، بتأجير المدارس العامة لصالح مستثمرين في مجال التعليم، وتحويلها لمدارس خاصة مقابل مبالغ مالية شهرية، موضحةً أنه تم خلال الفترة الماضية إيقاف عدد من المدارس عن التعليم بدعوى عدم توافر أجور للمدرسين فيما يبدو أنه خطوة باتجاه تأجير تلك المدارس .

المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، قالت إن "حكومة الإنقاذ أبرمت عقود إيجار مع المؤسسات التعليمية الخاصة في محافظة إدلب، تنص على استخدام المدارس العامة في إدلب لصالح الخاصة في أوقات محددة من اليوم، مقابل دفع المؤسسات الخاصة مبالغ مالية شهرية للإنقاذ".

المبالغ المالية التي فرضت مقابل تأجير المدارس تتراوح ما بين 250 دولار 500 دولار شهريا

وأوضحت المصادر ذاتها، أن "المناطق التي عملت الإنقاذ على تأجير بعض من مدارسها هي: كفرتخاريم، سرمدا، البردغلي، سرمين، وبلدة احسم بجبل الزاوية، مركز مدينة إدلب، وأبرزها مدرسة الثورة وسط مدينة إدلب، حيث تم تأجيرها لمؤسسة البراعم التعليمية الخاصة، بعقد تلزم به المؤسسة الخاصة بدوام مسائي فقط، أي من الساعة 1 ظهرا حتى الساعة الخامسة".

وأشارت إلى أن "المبالغ المالية التي فرضت مقابل تأجير المدارس تتراوح ما بين 250 دولارا 500 دولار شهريا، تحدد حسب نسبة الطلاب المتقدمين في المدارس الخاص، وحجم المدرسة، والتجهيزات اللوجستية التي تحتويها", وبينت المصادر أن بعض المدارس تم تأجيرها جزئيا أي لدوام واحد فيما تم تأجير بعضها بشكل كلي.

إضراب 6 مدارس عن العمل

وفي سياق منفصل، قال نورس الداني (اسم مستعار)، إن "ست مدارس للتعليم الثانوي، أعلنت عن توقفها عن العمل في منطقة كفرتخاريم غربي إدلب، بسبب انعدام الدعم المادي عن المعلمين بها".

ونوه الداني، بأن "أكثر من 50 معلما ومعلمة أعلنوا إضرابهم عن مزاولة مهنة التدريس، حتى يتم النظر بأمرهم، وإعطائهم مستحقات مالية مقابل الخدمات التي يقدمونها للطلاب في المنطقة".

وفي 17 تشرين الأول الحالي، أعلن 80 معلما ومعلمة إضرابهم عن العمل في مدينة إدلب، حتى تتحقق مطالبهم المتمثلة في الحصول على مستحقاتهم المالية مقابل الخدمات التي يقدمونها للتلاميذ في المنطقة.

ويبلغ عدد المعلمين المتطوعين في محافظة إدلب أكثر من 5 آلاف معلم لا يتلقون أجوراً مالية مقابل الخدمات التي يقدمونها للتلاميذ، الأمر الذي تسبب بتسرب معظمهم وترك مهنة التعليم والانتقال إلى مهن أخرى.

وتعاني محافظة إدلب في شمال غربي سورية، من ضعف شديد في القطاع التعليمي بسبب قلة الدعم المقدم من الجهات الدولية المانحة، بعد سيطرة  حكومة الإنقاذ، التابعة لهيئة تحرير الشام على المنطقة.

يذكر أن معاون وزير التربية والتعليم في حكومة الإنقاذ "زياد العمر" نفى في وقت سابق، ما يتداول عن تأجير المدارس العامة وتحويلها إلى منشآت تعليمية خاصة، مشيرا إلى أن الوزارة لا تؤجر المدارس: " غير ممكن إطلاقاً تحويل مدرسة عامة إلى خاصة"، وذلك خلال لقاء للعمر على وكالة "أنباء الشام" التابعة لهيئة تحرير الشام.

وبرر العمر خلال حديثه أن "استخدام المدارس العامة من قبل المؤسسات الخاصة يأتي ضمن عقود تشاركية بين الطرفين، والربح ليس من أهدافها".
ولاقى تصريح العمر في ذلك الوقت استهزاء في الوسط التربوي بمدينة إدلب، وفق ما أدلى ناشطون محليون لـ"العربي الجديد".

المساهمون