- الحراك الطلابي ضد الحرب على غزة ومقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل بدأ في 18 إبريل/نيسان وامتد عبر الولايات المتحدة وأوروبا، متأثرًا بالتوترات والاحتجاجات المتزايدة.
- المتظاهرون والائتلافات الطلابية، مثل الائتلاف الطلابي لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لمناهضة الفصل العنصري، أدانوا تدخل الشرطة وأكدوا على استمرار الحراك وعدم التراجع حتى تحقيق مطالبهم.
أوقفت الشرطة الأميركية متظاهرين ضدّ الحرب في غزة في جامعتين أميركيتين رائدتين، في وقت مبكر الجمعة، في حرم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة بنسلفانيا، وهما من أعرق الجامعات في الولايات المتحدة، وأوقفت عدة أشخاص بعد أيام من التوتر في سياق قمع حراك طلاب الجامعات العالمي المتواصل.
وقالت رئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سالي كورنبلوث في بيان: "بناء على طلب مني، فُكك في وقت مبكر جدا من هذا الصباح المخيم في حديقة كريسج. وحُذّر الأفراد الموجودون في المخيم في ذلك الوقت أربع مرات شخصيا بضرورة المغادرة أو الاستعداد لاحتمال الاعتقال". وأضافت أن "العشرة الذين بقوا لم يقاوموا اعتقالهم، واصطحبهم عناصر شرطة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بهدوء إلى خارج المخيم ثم نُقلوا إلى خارج الحرم الجامعي"، مشيرة إلى "توترات غير قابلة للحل" أدت إلى استدعاء الشرطة.
وتصاعدت التوترات في المواجهات مع المتظاهرين في جامعتين أميركيتين رائدتين وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة وفي أوروبا، ضمن حراك طلاب الجامعات حيث اتخذت بعض الكليات إجراءات صارمة على الفور، بينما تسامحت جامعات أخرى مع التظاهرات. واتصل بعض مسؤولي الجامعات بالشرطة.
حراك طلاب الجامعات: توقيف متظاهرين
وتأتي هذه الخطوة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بعد عدة أيام من محاولة الشرطة لأول مرة إخلاء المخيم بمجرد رؤية المتظاهرين يقتحمون الحواجز ويعيدون بناء المخيم، الذي يضم حوالي اثنتي عشرة خيمة في قلب الحرم الجامعي في كامبريدج. قبل إزالة المخيم، بدأ معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أيضا في إيقاف عشرات الطلاب المشاركين في المخيم ضمن حراك طلاب الجامعات، ما يعني أنهم لن يتمكنوا من المشاركة في الأنشطة الأكاديمية أو التخرج. وأصر المتظاهرون على أن هذه الخطوة لن تمنعهم من مطالبة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بإنهاء جميع علاقاته مع الجيش الإسرائيلي.
قال كوين بيريان، وهو طالب جامعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومنظم حملة يهود معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا من أجل وقف إطلاق النار في غزة: "هذا لن يؤدي إلا إلى جعلنا أقوى. إنهم لا يستطيعون اعتقال الحركة". وأضاف: "سنستمر ولن نتراجع حتى يوافق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على قطع العلاقات مع الجيش الإسرائيلي. المعهد يفضل اعتقال وإيقاف بعض الطلاب عن إنهاء تواطؤه مع الإبادة الجماعية الجارية في غزة".
ودان ائتلاف طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لمناهضة الفصل العنصري تدخل الشرطة في الحرم الجامعي. وقال الائتلاف في حسابه على موقع إنستغرام: "لقد اعتقل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الطلاب (...) في الساعة الرابعة من صباح اليوم، وقاموا بمداهمة المخيم بأكمله". وأضاف: "لا يمكن أن توقفوا الحركة، سنعود".
كما فككت الشرطة مخيما مماثلا في حرم جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا (شمال شرق) ضمن حراك طلاب الجامعات قبل فجر الجمعة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية. ودهم عشرات من عناصر الشرطة المخيم وأمهلوا المحتجين دقيقتين للمغادرة وإلا فسيُوقفون، وفق قناة "إن بي سي 10". ثم قامت الشرطة بتفريق مجموعة من حوالى ثلاثين متظاهرا.
وتشهد الجامعات الأميركية منذ أسابيع تظاهرات ضد الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول. واستدعت إدارات الجامعات الشرطة لتفكيك المخيمات وطرد المتظاهرين في أنحاء الولايات المتحدة. من جهته، قال الرئيس جو بايدن، الأسبوع الماضي، إن "النظام يجب أن يسود" في الجامعات.
وفي 18 إبريل/ نيسان الماضي، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك الأميركية، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية. ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد التظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولاينا.
ولاحقاً، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في الولايات المتحدة إلى جامعات في دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند وهولندا، وشهدت جميعها تظاهرات داعمة لنظيراتها في الجامعات الأميركية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
(أسوشييتد برس، فرانس برس، الأناضول)