حرائق تندلع أيضاً في إيطاليا وإسبانيا

13 اغسطس 2021
التهمت النيران مساحة حرجية محميّة على ساحل طركونة في كتالونيا (إدواردو سانز/Getty)
+ الخط -

نجحت فرق الإطفاء في السيطرة، صباح الجمعة، على حريق اشتعل بعد ظهر الخميس في إقليم كتالونيا الإسباني، فيما أجلت السلطات الإيطالية سكاناً في تجمعات سكنية صغيرة على بعد حوالي 40 كيلومتراً شرق روما.

وعمل نحو مئة عنصر إطفاء طوال الليل لإخماد النيران التي التهمت 75 هكتاراً من مساحة حرجية محميّة على ساحل مقاطعة طركونة في كتالونيا، وفق ما أعلنت فرق الإطفاء المحلية.

وتمّ الخميس إجلاء نحو 30 شخصاً كانوا يخيّمون في الأرجاء. وسيطرت فرق الإطفاء، الجمعة أيضاً، على حريق آخر كانت نيرانه قد استعرت مساء الخميس قرب روبيا في مقاطعة غاليسيا. وقالت السلطات المحلية إنّ الحريق أتى على الغطاء النباتي لمساحة تقدّر بنحو 200 هكتار.

وحذرت الوكالة الوطنية للأرصاد الجوية من أنّ مخاطر الحرائق لا تزال "عالية" أو "عالية جداً" أو "شديدة" في جميع أرجاء إسبانيا الجمعة، اليوم الثالث من موجة الحر، وكذلك الأمر السبت.

ومن بين 17 منطقة إدارية في إسبانيا، واجهت 15 منها درجات حرارة مرتفعة بصورة غير عادية في موسم الصيف.

ومن المتوقع أن تبلغ موجة الحر ذروتها السبت والأحد، فيما قالت وكالة الأرصاد الجوية إنّ الحرارة قد تصل إلى 46 درجة مئوية في قرطبة والأندلس (جنوب).

وأوضح المصدر نفسه أنّ إسبانيا سجّلت بين 2011 و2020 ضعف عدد موجات الحر التي عرفتها طوال العقود الثلاثة السابقة. ويعتبر الخبراء أنّ موجات الحر المتكررة سببها الاحتباس الحراري مع ترجيح تواترها واشتدادها.

وفي إيطاليا، أجلت السلطات، اليوم الجمعة، سكاناً في تجمعات سكنية صغيرة على بعد حوالي 40 كيلومتراً شرق روما، بعدما نشب حريق في غابات، مع ارتفاع درجات الحرارة بالعاصمة الإيطالية لحوالي 37 درجة مئوية.

وواجهت قطاعات من جنوب إيطاليا حرائق غابات في الأسابيع الأخيرة، واستعرت النيران في أحراش بمنطقة كالابريا في أقصى الجنوب وفي جزيرتي صقلية وسردينيا.

وارتفعت درجات الحرارة يوم الأربعاء لما يقرب من 49 درجة مئوية في جنوب شرق صقلية، وقيل إنّ هذه أعلى درجة حرارة تسجلها أوروبا على الإطلاق.

وتتجه الموجة الحارة الآن شمالاً، وتم إجلاء 25 أسرة مع انتشار الحرائق في محمية مونت كاتيللو قرب ضاحية تيفولي على مشارف روما، حسب ما قال رجال إطفاء في تغريدة على "تويتر".

وتم أيضاً إجلاء نحو 30 من نزلاء دار للأطفال الفقراء واليتامى. وذكر رجال إطفاء أنّ حرائق نشبت أيضاً في غابات قرب بلدة أوترانتو بالجنوب. وتم إجلاء منتجع بحري قريب بسبب الدخان الخانق، وتم إغلاق الطريق الساحلي المتجه جنوباً من البلدة.

تأهب في جنوب أوروبا

في البرتغال، وضعت الحكومة 14 منطقة من أصل 18 على نظام إنذار الحريق بدءاً من ظهر الجمعة حتى منتصف ليل الاثنين. وقال رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا الخميس "نعلم مسبقاً أنّ الأيام القليلة المقبلة ستكون صعبة". وأشار إلى "التحدي الدائم الناجم عن التغيرات المناخية"، داعيا السكان إلى تجنب "السلوكيات الخطيرة".

ولم يسلم الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط. ففي شمال الجزائر تستعرّ حرائق الغابات رغم الإعلان عن السيطرة على معظمها الجمعة، خصوصاً في منطقة تيزي وزو الأكثر تضرراً في منطقة القبائل.

ومن الغطاء النباتي المتفحم إلى رؤوس الماشية المحتضرة والقرى المحاصرة، أحدثت الحرائق "المفتعلة" وفق السلطات، حالة من الخراب عند مرورها، وأودت بحياة أكثر من 70 شخصاً.

في تونس المجاورة، تم تسجيل نحو ثلاثين حريقا أججتها موجة الحر منذ الاثنين في المناطق الجبلية في الشمال الغربي والوسط الغربي للبلاد، حيث تم إجلاء العديد من العائلات.

من جانبها، تواجه تركيا، التي بالكاد تتعافى من حرائق عنيفة، فيضانات غير مسبوقة منذ عقود أودت بحياة 38 شخصاً، وهي كارثة مرتبطة أيضاً بالتغيّر المناخي.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون