جريمة تهز لبنان: رجل يقتل زوجته بـ15 رصاصة لتوزيعها إعاشة على الجيران

23 يوليو 2021
قلق من تنامي جرائم العنف الأسري في لبنان (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

نجاح عبيد، ضحية جديدة للعنف الأسري في لبنان، بعدما أقدم زوجها، وهو من جنسية عربية غير لبنانية، على قتلها بـ15 رصاصة لأنها "قامت بتوزيع إعاشة كانت تلقّتها من إحدى الجمعيات على الفقراء من جيرانها"، في مخيم برج البراجنة في بيروت.

وقال مصدرٌ مسؤولٌ في بلدية برج البراجنة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "جريمة القتل وقعت قبل عيد الأضحى داخل المخيم، حيث أقدم زوج نجاح، ابنة بلدة جبشيت جنوب لبنان، على إطلاق الرصاص عليها من سلاح حربي نتيجة خلاف على حصّة تموينية قامت الزوجة بتوزيعها على الفقراء وفق المعلومات الأولية".

وأشار المصدر إلى أنّ "الأجهزة الأمنية علمت بالجريمة بعد تسريب الخبر من داخل المخيم ووضعت يدها على الملف، وأفيد عن أنّ الفصائل الفلسطينية قامت بتسليم القاتل وبدأت التحقيقات لمعرفة كافة التفاصيل".

ونشرت صفحة "وينيه الدولة" (المتخصّصة في إثارة ملفات أمنية) على موقع "فيسبوك" تفاصيل الجريمة، كاشفةً أنّ "الضحية كانت تعمل في المنازل لإعالة أولادها السبعة بسبب مرض زوجها وعدم قدرته على العمل، وقد قُتلت أمام ابنتيها (7 سنوات) و(14 عاماً) اللتين كانتا حاضرتين ساعة الجريمة.

وتقول الناشطة النسوية علياء عواضة، لـ"العربي الجديد"، إنّ نجاح تلقّت 15 رصاصة في جسمها بسبب كرتونة إعاشة حصلت عليها من جمعية خيرية وقامت بتوزيعها على الجيران، الأمر الذي لم يعجب زوجها فقتلها بطريقةٍ وحشية.

وتأسف عواضة أنه "في الأزمات، سواء الاقتصادية أو النزاعات المسلحة أو الانفلات الأمني، فإنّ الفئات الأكثر ضرراً هي النساء والأطفال، إذ يشعر الرجل في هذه الأوقات أنّ السلطة والقوة من الأدوات المشرّعة له لاستخدامها، في حين أنّ الدولة اللبنانية بأجهزتها الأمنية والقضائية لا تقوم بأي ردّة فعل توازي حجم الجرائم المرتكبة".

وتشير عواضة إلى أنّ لبنان أمام ارتفاع مستمرّ في جرائم "العنف الأسري وقتل النساء والزوجات والابتزاز الإلكتروني، خصوصاً منذ بدء الحجر المنزلي لمواجهة فيروس كورونا في مارس/آذار 2020. مع العلم أنّ الأرقام أو النسب المتّصلة بها تصدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بتقارير مفصّلة، ومع ذلك لم نرصد أي تصرّف لها، خصوصاً على صعيد رفع الجهوزية وتخصيص فرق خاصة في المخافر متخصّصة للمتابعة والتحرك استباقياً أو التدخّل".

في الإطار، تقول عواضة إنّ بعض الأحكام القضائية أيضاً تزيد من العنف، وتكون بمثابة مشجّع للرجل ومسبّب لارتفاع معدّلات جرائم قتل النساء وتكرّس التساهل مع القتلةِ، آخرها على سبيل المثال تخفيض عقوبة قاتل لطيفة قصير، بسبب "حسن سلوكه" داخل السجن، تمهيداً لإطلاق سراحه.

وتلفت عواضة إلى أنّ "المنظمات النسوية والجمعيات المعنية تعمل بشكلٍ مكثف للتدخل ومساعدة النساء، وتقديم المأوى اللازم في الظروف الراهنة لكن في ظلّ الأزمات المتراكمة في البلاد والانهيار الشامل، لن تتمكن الجمعيات من تلبية كلّ الحاجات، في حين أنّ الدولة تتنازل عن دورها. وهي اعتادت على قيام جهات أخرى بأبسط واجباتها، وعليها اليوم أن تتدخل فوراً وتتحرّك حفاظاً على أمن المواطنين المعرّض أكثر من أي وقتٍ مضى للخطر، مع تكاثر الجرائم، وهو مسارٌ يرجح أن يرتفع منسوبه في ظلّ التدهور المعيشي والاجتماعي وزيادة معدلات الفقر والبطالة والجوع".

المساهمون