جرائم قتل غامضة متكررة تؤرق سكان كراتشي الباكستانية

09 يوليو 2024
الشرطة الباكستانية متهمة بعدم ضبط الأمن في كراتشي (عاصف حسن/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت كراتشي احتجاجات واسعة بعد مقتل امرأة، حيث أغلق المحتجون الطريق الرئيسي مطالبين الشرطة باتخاذ إجراءات فاعلة لاعتقال الجناة، وسط اتهامات بتورط الشرطة في الجرائم.
- تتكرر جرائم القتل الغامضة في كراتشي، مع تسجيل ثلاث جرائم في السادس من يوليو دون القبض على الجناة، مما يزيد من المخاوف الأمنية.
- أكد الناشط شفيق كريم أن انعدام الأمن في كراتشي يتفاقم بسبب الفقر والبطالة والمخدرات، مما يسهل تجنيد الشباب في أعمال إجرامية.

في السادس من يوليو/تموز الجاري، خرج المئات من سكان منطقة كلّ شنّ حديد، بمدينة كراتشي الباكستانية إلى الشوارع بعد مقتل امرأة على أيدي مجهولين، وعبر الأهالي وأقارب المرأة عن رفضهم لقرار الشرطة عدم تسجيل دعوى جنائية، متهمين عناصر من الشرطة بقتل المرأة.
أغلق المحتجون الطريق الرئيسي الواصل بين مدينتي كراتشي وتاته، وبعد ساعات من التفاوض مع الشرطة قاموا بفتح الطريق، لكنهم توعدوا بالتظاهر مرة ثانية إذا لم تقم الشرطة باتخاذ خطوات فاعلة من أجل اعتقال الجناة
وقال نبيل جتويي، وهو أحد المحتجين، لوسائل إعلام محلية، إن "الحياة في كراتشي أصبحت صعبة، إذ تقع جرائم قتل يومية تطاول رجالا ونساء وأطفالا، ولا ندري من القاتل، ولماذا يقتل؟ والشرطة لا تفعل شيئاً، وهناك اعتقاد بأن عناصر من الشرطة ضالعون في جرائم الخطف والقتل، وهذا يؤيده اعتقال خلية من الشرطة كانت تقوم بأعمال خطف ونهب، حسبما أعلنت الشرطة في الخامس من يوليو". وأضاف جتويي أن "قوات الأمن فشلت في التصدي للخلايا الإجرامية، ما يجعل المواطن بحاجة إلى حمل السلاح لحماية نفسه، فإذا انتظرنا الشرطة فسوف نخسر الكثير. المرأة المقتولة كانت معلمة، ولديها أطفال، ولا نعرف من قتلها ولماذا؟ والشرطة أكدت في بيان أنها قتلت خلال تبادل لإطلاق النار مع لصوص كانوا يحاولون الفرار بعد القيام بجريمة سرقة، لكنها ترفض في الوقت نفسه تسجيل قضية، ما يثير الشكوك والشبهات". 
وتتكرر جرائم القتل الغامضة في مدينة كراتشي، وفي السادس من يوليو، سجلت الشرطة ثلاث جرائم كلها غامضة، ولم يتم القبض على القتلة. يقول نبيل جتويي: "القتل والخطف والنهب والسرقة أصبحت جزءا من حياتنا اليومية، وكأنه لا توجد حكومة، بل إن في الحكومة خلايا إجرامية، ولا ندري لمن نشتكي؟ سئمنا من الاحتجاجات، لكنها الوسيلة الوحيدة المتاحة".
ويثير العثور على جثث ممزقة في مناطق خاوية من المدينة المزيد من المخاوف، بينما لا تعرف هوية أصحابها، ولا من قتلهم. على سبيل المثال، عثر سكان منطقة "قائد أباد" في قلب كراتشي في الخامس من يوليو على جثة مجهولة مقطعة إلى أشلاء داخل كيس ملقى في مقبرة المنطقة.

يتهم مواطنون الشرطة الباكستانية بالفشل (عاصف حسن/فرانس برس)
يتهم مواطنون الشرطة الباكستانية بالفشل (عاصف حسن/فرانس برس)

وتؤكد الشرطة أن رمي الكيس داخل المقبرة وقع خلال الليل، وفي الصباح اكتشفه أشخاص كانوا يمشون في الطريق الذي يمر بوسط المقبرة، وقد انتبهوا إلى الجثة حين شاهدوا كلاباً تلتف حول الكيس الذي وجدوا بداخله الجثة، فقاموا بإبلاغ الشرطة، والتي بدورها وجدت أجزاء من جسم إنسان لا تعرف هويته، فقامت بنقلها إلى المستشفى من أجل إجراء الفحوص، ولاتزال الشرطة تحقق مع جيران المقبرة وتبحث عن الجناة. 
وفي الثاني من يوليو، عثرت الشرطة على جثتين مجهولتين إحداهما من مقبرة منطقة "مدد"، والثانية في مقبرة منطقة "ميمن كوت"، وكانت الجثتان مقطعتين، وقالت الشرطة في بيان، إنها تجري تحقيقات، وإن الجثتين لشابين مجهولين رميت جثتاهما في ظلام الليل، وعثر عليهما مواطنون في الصباح. 
ويقول الناشط الباكستاني شفيق كريم، وهو من سكان مدينة كراتشي، لـ"العربي الجديد"، إن "إيجاد جثث مجهولة، معظمها لشباب، واحدة من أبرز ظواهر انعدام الأمن في المدينة التي تعتبر ثاني أكبر مدن البلاد، وهي عاصمة باكستان الاقتصادية، لكن لا يوجد فيها أمن ولا أمان، والشرطة فاشلة، بينما القوات شبه العسكرية التي تساهم في تأمين المدينة توجد على أدائها أسئلة عديدة، خاصة في الأيام الأخيرة". 

ويوضح كريم أن "جرائم كثيرة تقع يومياً في المدينة، مثل الخطف من أجل طلب الحصول على المال، والنهب والسرقة، والعديد من الجرائم تقع في الشوارع، لكن في الأيام الأخيرة، كثرت جرائم القتل الغامضة، ويشمل ذلك التمثيل بالجثث وتقطيعها، وهذه ظاهرة خطيرة للغاية، ونحن في حيرة من أمرنا، ولا نعرف ماذا نفعل. الشرطة فاشلة، والوزراء يكررون الوعود بلا جدوى، والناس فقراء يحتاجون إلى كسب لقمة العيش، لكن الوضع الأمني السائد في المدينة يحول دون ذلك". 
ويؤكد الناشط الباكستاني أنّ "هناك عوامل اجتماعية عديدة تساهم في سوء الوضع الأمني، من بينها الفقر والبطالة المستشريان، والمخدرات المتفشية، والعصابات الإجرامية تصول وتجول مستغلة أوضاع الشباب الصعبة، وهي تجند الكثير منهم، وكثير من العاطلين يتوجهون صوب الأعمال الإجرامية بسبب البطالة والعوز".

المساهمون