جامعتا هارفارد وستانفورد: تكتيكات متعارضة للوقاية من كورونا

14 نوفمبر 2020
اعتمدت جامعة هارفارد على التواصل الهادئ مع الطلاب لتطبيق قواعد مكافحة كورونا (Getty)
+ الخط -

حاولت صحيفة "ذا تايم" الأميركية مقارنة التدابير والإجراءات التي اتخذتها اثنتان من أكبر الجامعات الأميركية في إطار احتواء وباء كورونا؛ وهما جامعتا ستانفورد وهارفارد. وكان لافتاً أنّ الأسلوب والتدابير مختلفة تمامًا، ومع ذلك نجحتا حتى اللحظة في تسجيل إصابات متدنية نسبيًا.

ففي كلية ستانفورد للدراسات العليا للأعمال، شمال ولاية كاليفورنيا الأميركية، أصبحت القصص غريبة بعد عودة الدراسة في فصل الخريف، تنقل الصحيفة عن الطلاب "في جميع أنحاء الحرم الجامعي كنا ملاحقين من قبل أشخاص، يرتدون سترات خضراء، يخبروننا أين يمكننا أن نذهب أو نتوقف أو نعقد اجتماعاً"، ويقول بعض الطلاب "إنهم تعرضوا للتهديد بفقدان مساكنهم في الحرم الجامعي إذا لم يتبعوا القواعد الخاصة بالتباعد الاجتماعي، ومكافحة فيروس كورونا".

ويقول أحد طلاب الدراسات العليا، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لتجنب ردود الفعل السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي، "لقد كانوا يفككون مجموعات اليوغا، وفي بعض الأحيان يسألونك عما إذا كنت تعيش بالفعل في المسكن الذي كنت على وشك الدخول إليه".

على الجانب الآخر من البلاد، اجتمع الطلاب في كلية هارفارد للأعمال للفصل الدراسي الجديد، بعد أن تم إخطارهم بلطف، من قبل كبار مسؤولي الجامعة، عبر البريد الإلكتروني "بأنهم جزء من تجربة دقيقة"، تم إعطاء الطلاب القواعد الأساسية للفصل الدراسي، ثم تلقوا تحديثات كل بضعة أيام حول كيفية سير الأمور، وهكذا انتهت الأمور.

اختلاف النهج

برنامجان لإعداد الطلاب، ولكن بنهجين مختلفين تماماً في اللهجة والتنفيذ، بحسب تقرير صحيفة "ذا تايم" الأميركية، التي حاولت تحليل هذين الاتجاهين المختلفين للتعامل مع فيروس كورونا، وترى الصحيفة أن الجامعتين أثبتتا التوافق بشكل وثيق مع بعضهما البعض للحد من انتشار كورونا.

ولأشهر، اجتمع مسؤولو الكليات والجامعات في جميع أنحاء البلاد مع الخبراء الطبيين الخاصين بهم ومع السلطات الصحية المحلية والمقاطعات، في محاولة لتحديد أفضل طريقة للعمل في ظل انتشار فيروس كورونا الجديد، وكانت معظم الأسئلة تدور حول إمكانية تقديم الدروس شخصياً والسماح للطلاب بالعيش في الحرم الجامعي، وإذا كان الأمر كذلك، فكم عدد الطلاب؟

تقول الدكتورة سارة فان أورمان، رئيسة الخدمات الصحية للطلاب في جامعة جنوب كاليفورنيا والرئيسة السابقة لجمعية صحة الكلية الأميركية، "لا يمكن المبالغة في تعقيد المهمة وضخامة المهمة"، وتضيف"شاغلنا الأول هو التأكد من أن حرمنا الجامعي آمن وأنه يمكننا الحفاظ على صحة طلابنا، وتخضع كل مؤسسة لهذا التحليل لتحديد ما يمكن أن تقدمه".

طلاب وشباب
التحديثات الحية

مع وجود حرم جامعي يمتد على أكثر من 8000 فدان في شبه جزيرة سان فرانسيسكو، ربما بدت جامعة ستانفورد مرشحا رائعا لاستضافة أعداد كبيرة من الطلاب في الخريف، لكن مسؤولو الجامعة عكسوا مسارهم مع تفاقم الوباء، وناقشوا العديد من الاحتمالات، قبل أن يقرروا أخيراً قصر الوضع السكني داخل الحرم الجامعي على طلاب الدراسات العليا وبعض الطلاب الجامعيين ذوي الظروف الخاصة.

تقع كلية الدراسات العليا للأعمال في منتصف ذلك الحرم الجامعي الواسع، الذي أصبح الآن معظمه مهجوراً، لذلك كان يعتقد أن طالبي ماجستير إدارة الأعمال في جامعة ستانفورد سيحصلون على كل المسافة المادية التي يحتاجونها للبقاء بأمان. ولكن نهج ستانفورد تعثر بسبب الزلات وانعكاسات السياسة والارتباك العام حول ماهية قواعد كورونا وكيف سيتم تطبيقها، منذ وصول الطلاب في أواخر أغسطس.

وطُلب من طلاب الدراسات العليا، في إدارة الأعمال بجامعة ستانفورد، التوقيع على اتفاقية الحرم الجامعي التي تحدد إجراءات السلامة الصارمة للمقيمين، لذا حث طلاب الدراسات العليا هناك، الذين تم حشدهم بسبب إحباطهم من عدم استشارتهم عند وضع السياسة، زملاءهم على عدم التوقيع على الاتفاق على الرغم من عدم السماح لهم بالتسجيل في الفصول الدراسية أو تلقي أجر مقابل التدريس أو العيش في سكن جامعي حتى يفعلوا ذلك، ومن بين اعتراضاتهم: لم يكن لسياسة ستانفورد الأصلية عملية استئناف واضحة، ولم تضمن العفو من عقوبات انتهاك تحت ضغط شديد. 

وتحت ضغط الطلاب، قام مسؤولو الجامعة في نهاية المطاف بتغيير المسار، وطلبت الإدارة من طلاب الدراسات العليا المشاركة في وضع اللوائح، وأصدروا ميثاقاً منقحاً، يعالج مخاوف الطلاب في أوائل سبتمبر/أيلول، وبالرغم من ذلك، فإن طلاب الأعمال في جامعة ستانفورد ظلوا قلقين بالفعل من أساليب التنفيذ، خاصة مع وجود شبح الموظفين الذين يرتدون السترات ويتجولون في كاليفورنيا.

وفقاً لصحيفة ستانفورد ديلي، اتصل ضباط شرطة مسلحون في الحرم الجامعي بتسعة طلاب دراسات عليا في أواخر أغسطس / آب، وقالوا إنهم تلقوا مكالمة حول نزهة المجموعة في الهواء الطلق والذين، وفقاً للطلاب، هددوا بالإخلاء من السكن في الحرم الجامعي كعقوبة نهائية على انتهاك قواعد السلامة، وقال أحد الطلاب للصحيفة: "بالنسبة للطلاب الدوليين، فإن فقدان السكن يمثل تهديداً حقيقياً".

طلاب وشباب
التحديثات الحية

أسلوب مغاير

في المقابل، كان أسلوب كلية هارفارد للأعمال مختلفًا بالتأكيد، وفي تموز/ يوليو أعادت رسالة بريد إلكتروني من كبار المسؤولين تأكيد التزام المدرسة تجاه الطلاب الذين يعيشون في الحرم الجامعي، ويأخذون دروساً في إدارة الأعمال، أن عليهم اتباع نموذج تعليمي مختلط، أما بالنسبة لبروتوكولات كورونا، فقد اعتمد المسؤولون "لهجة مختلفة، يمكن تسميتها باللهجة الأبوية".

وقامت كلية هارفارد للأعمال، باستمرار، بالحديث للطلاب والموظفين حول القضايا الطبية والسلامة في الحرم الجامعي، وحاول البعض طمأنة المجتمع بأن نسخة من الحياة في الحرم الجامعي مستمرة، وفي بعض الأحيان دعا الموظفين الذين كانوا يعملون من المنزل للحصول على الموافقة المسبقة لزيارة الحرم الجامعي، وقالت عميدة كلية إدارة الأعمال ومديرة الحرم الجامعي الأولى، أنجيلا كريسبي، "لمن يرغب يستطيع المجيء والتجول واكتشاف كيف تبدو كلية هارفارد للأعمال".

حتى الآن، سجلت كل من هارفارد وستانفورد معدلات اختبار إيجابية منخفضة بشكل عام، وعلى الرغم من طرق المحافظة على معدلات منخفضة، لكن كلا الجامعتين اعتمدتا أسلوباً مختلفاً، يتماشى مع توجيه القرارات العامة المتعلقة بكورونا، ففي حين اعتمدت هارفرد، على نهج لطيف، كان ستانفورد تعتمد على نهج تسلطي أو عنيف إلى حد ما.

موقف
التحديثات الحية

لقد كافحت الجامعات لتحقيق التوازن بين الرغبة في تقديم تجربة جامعية ذات مغزى، والانضباط اللازم لإبقاء عدد حالات الحرم الجامعي منخفضاً، على أمل إعادة فتح أبوابها في عام 2021، في حالة جامعة ستانفورد، أدى هذا الصراع إلى تجاوز الحدود ورد الفعل السلبي لطلاب الدراسات العليا في جامعة هارفارد كان قادراً على تجنب ذلك، لا بل كان مرحباً به من قبل الطلاب.

المساهمون