جامعة الأزهر تقيل عميدة كلية بعد 24 ساعة على تعيينها

13 نوفمبر 2021
أقيلت شتا بادعاء انتمائها لجماعة الإخوان المسلمين (فيسبوك)
+ الخط -

كشف الناشط الحقوقي المصري، هيثم أبو خليل، عن واقعة تنكيل بالأكاديمية نجوى شتا، التي عُيّنت عميدةً لكلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، ثم صدور قرار بإقالتها بعد تعيينها بـ24 ساعة فقط، بدعوى انتمائها إلى جماعة الإخوان المسلمين.

من جانبها، علّقت نجوى شتا على القرار، وعلى المنشورات التي اتهمتها بانتقاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقيادات في الدولة، قائلة إنّ هناك من نسب لها ما يسيء إلى الدولة المصرية ورموزها، مضيفة أنّ الأمر كلّه "محض افتراء".

وأضافت على حسابها عبر فيسبوك: "توضيح مهم، أتقدم بخالص الشكر والتقدير، لفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، ورئيس جامعة الأزهر، محمد المحرصاوي، وأسأل الله أن يوفقني لخدمة كليتنا وجامعتنا بما يتوافق مع توجيهات رئيس الجمهورية المشير عبد الفتاح السيسي. حفظ الله مصر والأزهر الشريف، وأحيط علم الجميع بأنّ هناك من نسب لي ما يسيء للدولة ورموزها، وهذا محض افتراء، ولا علاقة لي به من قريب أو بعيد، وأدعم الدولة في توجهاتها وقراراتها السياسية ورؤيتها للمستقبل".

وخلال الساعات الماضية، انتشرت بعض التدوينات المنسوبة للأكاديمية المقالة على مواقع التواصل، تشير إلى تأييدها اعتصامي رابعة والنهضة في عام 2013.

وقرر رئيس جامعة الأزهر، تكليف سعيدة محمد صبح، وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بمحافظة الإسكندرية السابقة لشؤون التعليم والطلاب، للقيام بعمل عميدة الكلية، وقال إنّ "الدكتورة نجوى شتا اعتذرت عن تولي منصبها"، من دون مزيد من التفاصيل.

من جانبه، نشر هيثم أبو خليل، السيرة الذاتية للأستاذة الدكتورة نجوى عبد المحسن شتا، الأستاذة بقسم الفقه في كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر في محافظة الإسكندرية. 

حصلت عميدة الكلية الجديدة على ليسانس الدراسات الإسلامية والعربية للبنات جامعة الأزهر عام 1986، وكانت من أوائل الدفعة. كلّفت للعمل معيدة بقسم الفقه عام 1987 وحصلت على درجة التخصص الماجستير، وعيّنت مدرّسة مساعدة، واستكملت الدراسات العليا حتى حصلت على درجة الدكتوراه، وعيّنت مدرّسة عام 1998. 

تدرّجت بعد ذلك حتى أصبحت أستاذة مساعدة، ثم بعد عدّة سنوات رقيت وحصلت على درجة الأستاذية، وهي أعلى درجة علمية عام 2017. 

تولّت عميدة الكلية الجديدة العديد من المواقع الإدارية، بداية من رئيس قسم الفقه، مروراً بوكيلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات جامعة الأزهر بمحافظة الإسكندرية للدراسات العليا والبحوث عام 2019. 

شاركت عميدة الكلية الجديدة في العديد من المؤتمرات العلمية المحلية والإقليمية والدولية، وأشرفت على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه.

التضييق على الحريات الأكاديمية، مستمرّ منذ سنوات، ورصدته العديد من التقارير الحقوقية، وكان آخرها الصادر عن مؤسسة حرية الفكر والتعبير، بشأن وضع الحريات خلال الربع الثالث من العام الجاري. وهي رصدت استمرار السلطات المصرية في استهداف الأكاديميين والباحثين المصريين، خصوصاً الباحثين المصريين الدارسين في الخارج والذين يتمّ استهدافهم بعد عودتهم إلى مصر.

ووثقت مؤسسة حرية الفكر والتعبير ثلاث حالات انتهاكات، تمثّلت في إلقاء القبض على رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، أيمن منصور ندا، والأكاديمية المصرية في الخارج، عاليا مسلم، بالإضافة إلى إحالة باحث الماجستير في جامعة بولونيا، باتريك جورج زكي إلى محكمة أمن الدولة طوارئ بعد حبسه احتياطياً ما يزيد على 19 شهراً على ذمة تحقيقات نيابة أمن الدولة.

وقالت المؤسسة في تقريرها، إنّ "تلك الانتهاكات متماشية مع نشاط السلطات المصرية في وضع قيود على الحرية الأكاديمية واستهداف الباحثين خاصة في الخارج".

المساهمون