يُبدي مهنيو الصحة في القطاع الخاص في تونس، قلقاً بسبب استمرار إقصائهم من حملات التلقيح ضد فيروس كورونا التي انطلقت السبت الماضي لصالح الكوادر الطبية وشبه الطبية، في إطار حصة بـ30 ألف جرعة من اللقاح الروسي "سبوتنيك5 " خصصتها السلطات الصحية للعاملين في القطاع الصحي .
وانتقدت كوادر طبية وشبه طبية في القطاع الخاص، تأخر دعوتها للقيام بالتلقيح رغم التسجيل على المنصات الإلكترونية التي فتحتها وزارة الصحة وتقديم الهياكل الصحية والمصحات قوائم اسمية بالأطباء والممرضين الذين يواجهون الفيروس في الصف الأول داخل مسالك "كوفيد 19 ".
بعد أربعة أيام من بدأ حملة التطعيم في تونس، لا تزال وتيرة التقدم في التلقيح بطيئة، فيما يلف الغموض معايير اختيار أعوان الصحة المدعوين لتلقي الجرعة الأولى من التطعيم
وبعد أربعة أيام من بدء حملة التطعيم في تونس، لا تزال وتيرة التقدم في التلقيح بطيئة، فيما يلف الغموض معايير اختيار أعوان الصحة المدعوين لتلقي الجرعة الأولى من التطعيم داخل المراكز المخصصة لذلك.
وقال عضو الهيئة والوطنية للأطباء، نزيه الزغل، إنّ الشفافية غائبة في كيفية ترتيب الأولويات ومعايير اختيار المدعوين للتطعيم، مطالبا وزارة الصحة بتقديم توضيحات بهذا الشأن بعد تأخر دعوة الكوادر الطبية وشبه الطبية العاملة في القطاع الخاص لتلقي جرعات التطعيم.
وأكد الزغل لـ"العربي الجديد"، أن هيئة الأطباء دعت كل منظوريها في القطاعين الحكومي والخاص إلى التسجيل على المنصة الإلكترونية، كما مكنت وزارة الصحة من قائمة اسمية من الأطباء المعنيين بالتلقيح بدرجة أولى وهم من اختصاصات الإنعاش والتخدير والأمراض الصدرية والطوارئ الطبية.
وأضاف عضو الهيئة الوطنية للأطباء، أن الأطباء في الخطوط الأمامية بالقطاع الخاص يحتاجون إلى التلقيح في أقرب الآجال، غير أن السلطات الصحية لم تبد أي تفاعل مع طلبات توفير حصة من اللقاحات لهذه الفئة، مشيرا إلى أن المصحات الخاصة قدمت بدورها قوائم اسمية في الكوادر شبه الطبية العاملة لديها في أقسام كورونا.
وانتقد نزيه الزغل غياب الشفافية في تحديد الأولويات للفئات المعنية بالتطعيم ومعالجة المعطيات التي يقدمها المسجلون على المنصة الإلكترونية، مطالبا السلطات الصحية بإعادة النظر في النظام اللوجستي المعتمد قبل الشروع في عمليات التلقيح واسعة النطاق التي تشمل كل المواطنين.
وأفاد في السياق، أن عدد الأطباء العاملين في القطاع الخاص الذين تلقوا جرعات التلقيح لا يتجاوز العشرات، فيما لا يزال آخرون يعملون في القطاع الحكومي ينتظرون دورهم أيضا رغم أنهم يواجهون المرض بالعمل داخل أقسام الإنعاش والطوارئ الطبية، مشيرا إلى أن الهيئة تلقت شهادات من أطباء يعملون في مستشفيات حكومية كبرى غير أنه لم تتم دعوتهم للتطعيم.
وبهدف مساعدة تونس على إنجاح حملة التلقيح والتسريع في جلب اللقاحات، أعلن البنك الدولي أمس الإثنين، أنه سيرصد لتونس 100 مليون دولار إضافية لحملة التلقيح ضد فیروس كورونا.
وكانت تونس قد حصلت على 30 ألف جرعة تلقيح من روسيا بعد وساطة من رجل أعمال تونسي مقيم في روسيا تدخل للإسراع بجلب اللقاحات لفائدة الكوادر الطبية بعد تأخر الكميات التي ستحصل عليها البلاد ضمن منظومة كوفاكس أو الطلبيات المباشرة التي قامت بها تونس مع مختبرات عديدة.