تونس: منظمات تواجه صعوبات لإيواء مهاجرين بعد أكبر عملية إنقاذ بحري

27 نوفمبر 2021
ينتظر مصيره كما سواه من المهاجرين الذين أُنقذوا أخيراً (فتحي الناصري/فرانس برس)
+ الخط -

يواجه المجتمع المدني والمنظمات المهتمة بشؤون اللاجئين في تونس، صعوبة لإيواء مهاجرين أُنقذوا في أكبر عملية إجلاء بحري تمّت، أمس الجمعة، إذ ما يزال 487 مهاجراً عالقين في ميناء الكتف بمدينة بن قردان الحدودية في انتظار تقرير مصيرهم، والسبب بلوغ مراكز الإيواء في المنطقة طاقة استيعابها القصوى.

وأمس الجمعة، تمكّنت قوات مشتركة من الجيش والحرس البحريَّين، من إجلاء مركب مهاجرين تعطّل في المياه الإقليمية التونسية بعد مغادرة سواحل ليبيا متّجهاً صوب إيطاليا. لكنّ المهاجرين الذين أُنقذوا سوف يقضون، اليوم السبت، ليلتهم الثانية في الميناء، في انتظار إيجاد حلول لإيوائهم في مراكز جديدة قد تُفتح لهذا الغرض.

يقول المدير التنفيذي لـ"المجلس التونسي للاجئين" عبد الرزاق الكريمي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المنظمات الدولية المكلفة بشؤون المهاجرين والمجلس التونسي للاجئين توجّهت صوب ميناء الكتف لتقديم خدمات الإعاشة الأولية للمهاجرين الذين أُنقذوا أخيراً"، مؤكداً أنّ "عملية الجمعة تُصنَّف كبرى عمليات الإنقاذ البحري في تونس".

ويؤكد الكريمي أنّ "المركب الذي كان يقلّ المهاجرين تعطّل في المياه الإقليمية ليل الخميس، وأُطلقت نداءات استغاثة تلقّتها السلطات الإيطالية والمالطية والتونسية. لكنّ الدولتَين الأوروبيّتَين رفضتا التحرّك لإنقاذ المهاجرين، الأمر الذي جعل الجيش والحرس التونسيَّين يتكفّلان بالمهمة".

ويشير الكريمي إلى أنّ "المجتمع المدني يواجه حالياً صعوبات لإيواء المهاجرين بسبب بلوغ مراكز الإيواء في مدينتَي جرجيس وتطاوين طاقة استيعابها القصوى وعدم قدرتها على تحمّل مزيد من المهاجرين".

ويوضح في السياق ذاته أنّ "المجلس التونسي للاجئين أخذ على عاتقه مهمّة توفير الإعاشة والخدمات اللازمة للمهاجرين، في انتظار التنسيق مع السلطات المحلية لتوفير مركز إيواء لهم"، متابعاً أنّه "تمّ اللجوء إلى حلول مؤقتة من خلال نصب خيام في الميناء لإيواء المهاجرين حتى لا يبيتوا في العراء في ظروف مناخية صعبة".

وتوفير مركز إيواء جديد يحتاج إلى تعاون من قبل السلطات المحلية في محافظة مدنين، بحسب ما يؤكد الكريمي، الذي يقول إنّ "إعلان الرئيس التونسي قيس سعيّد عن تسمية محافظ جديد في المنطقة قد يؤخّر القرار في انتظار تسلمه مهامه".

وكانت وزارة الدفاع التونسية قد أعلنت، في بلاغ لها، أمس الجمعة، أنّ "خافرة لأعالي البحار مدعومة بوحدات بحرية من جيش البحر والحرس الوطني، تمكّنت من إنقاذ 487 مهاجراً غير شرعي من جنسيّات عربيّة وآسيوية وأفريقيّة مختلفة (162 من مصر، 104 من بنغلادش، 81 من سورية، 78 من المغرب، 13 من إريتريا، 11 من السودان، 7 من الصومال، 5 من فلسطين، 5 من غانا، 5 من غامبيا، 4 من باكستان، 4 من سيراليون، 3 من مالي، 1 من تشاد، 1 من غينيا، 1 من إثيوبيا، 1 من نيجيريا، وتونسي واحد) تتراوح أعمارهم ما بين ثلاثة أعوام و42 عاماً ومن بينهم 13 امرأة و93 طفلاً كانوا على متن مركب جنح قبالة سواحل قرقنة بصفاقس.

تجدر الإشارة إلى أنّ تونس تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى منصة لاستقبال المهاجرين السريين الذين يتمّ إنقاذهم في المياه الإقليمية، غير أنّ السلطات الرسمية ترفض العروض الأوروبية لتحويل مدن الساحل التونسي إلى مراكز استقبال للمهاجرين وحراسة الحدود البحرية لأوروبا.

المساهمون