تونس: تعثّر التوجيه الجامعي يدفع الطلاب الجدد نحو التعليم الخاص

27 يوليو 2022
التوجيه الجامعي يحدّد مصير الطلاب التونسيين الجدد (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

يدفع التعثّر في الحصول على توجيه جامعي جيّد في جامعات تونس الحكومية الحاصلين على شهادات البكالوريا (الثانوية العامة) نحو الجامعات الخاصة التي توفّر إمكانيات أكبر لاختيار الاختصاصات التي يرغب فيها الطلاب الجدد، وذلك في مقابل رسوم سنوية تتراوح ما بين سبعة آلاف و13 ألف دينار تونسي (ما بين 2200 و4090 دولاراً أميركياً تقريباً).

وتأتي عملية التوجيه الجامعي في القطاع الحكومي بترتيب الطلاب الجدد بحسب العلامات الحاصلين عليها في امتحانات البكالوريا الوطنية، على أن تُعطى أولوية الاختيار للمتفوّقين، في حين يواجه الحاصلون على علامات متوسطة توجيهاً نحو اختصاصات لا يرغبون فيها أو يُرغمون عليها لعدم توفّر البدائل.

وتستفيد الجامعات الخاصة في تونس من الطلاب الجدد الذين حصلوا على علامات متوسطة في البكالوريا وبالتالي الذين لم يوفّقوا في مرحلة التوجيه الجامعي، في حين تواجه الجامعات الحكومية ضغوطاً نتيجة ارتفاع عدد طلابها ومحدودية طاقة استيعاب بعض "الشُعب ذات التشغيلية العالية".

يقول رئيس جامعة التعليم العالي عبد اللطيف الخماسي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ "القطاع الخاص يستوعب أكثر من 35 ألف طالب، من بينهم 30 ألفاً من التونسيين وخمسة آلاف من جنسيات مختلفة، معظمها من دول أفريقيا جنوب الصحراء"، لافتاً إلى أنّ "التعثّر في التوجيه نحو الجامعات الحكومية ليس السبب الأوّل في الإقبال على الدراسة في القطاع الخاص".

ويوضح الخماسي أنّ "الجامعات الخاصة تتقدّم على جامعات القطاع الحكومي في تقديم تعليم ذي جودة عالية، بالإضافة إلى أنّها أكثر مواكبة لمتطلبات سوق العمل. وهذا ما يفسّر الإقبال المتزايد على الالتحاق بالشُعب ذات التشغيلية العالية في القطاع الخاص".

يضيف الخماسي أنّ "التعليم العالي الخاص يسير بخطى سريعة في تونس، وهو قادر على استيعاب 100 ألف طالب سنوياً"، مشيراً إلى أنّ "مجموعات استثمارية أجنبية صارت تشتري الجامعات الخاصة في تونس نظراً إلى تطوّر هذا السوق". ويشدّد على "حرص الجامعات الخاصة على جودة التعليم وتحسين طاقة استيعاب الشُعب التي تفضي إلى سوق العمل مباشرة".

فرح معيطي شابة تونسية حصلت على شهادة بكالوريا في الرياضيات، في دورة يونيو/ حزيران الماضي، لكنّ علاماتها المتوسّطة (12 من 20) لم تسمح لها بالالتحاق بالجامعة الحكومية للتخصص في الإعلام الذي اختارته لدراستها الجامعية. تقول معيطي لـ"العربي الجديد": "لا أملك خيارات عديدة؛ إما الالتحاق بجامعة خاصة وإمّا خسارة عام دراسي للمشاركة من جديد في إعادة للتوجيه الجامعي تجري عادة في الربع الأوّل من كلّ عام جامعي".

وتلفت معيطي إلى أنّ "إمكانيات الالتحاق بالشُعب التي تُدرّس اختصاصات تكنولوجية أسهل بكثير في التعليم الخاص، على الرغم ممّا تشهده هذه الجامعات من ضغط كذلك، وقد صارت هي الأخرى تُخضع الراغبين في الالتحاق بها لاختبارات أوليّة".

تجدر الإشارة إلى أنّ الجامعات الحكومية في تونس تواجه تحدي ارتفاع عدد الطلاب، مع ما يطرحه ذلك من مشكلات جديدة على الوزارة نتيجة الاضطرار إلى زيادة طاقة استيعاب الجامعات ودور السكن الجامعي وما إلى ذلك.

المساهمون