تونس: تحذيرات من موجة كورونا ثالثة مع تصاعد الإصابات بالسلالة البريطانية

31 مارس 2021
تقدم بطيء لحملة التطعيم في تونس (Getty)
+ الخط -

تتصاعد المخاوف في تونس من موجة ثالثة لفيروس كورونا، بعد تسجيل زيادة في الإصابات المكتشفة خلال الأيام القليلة الماضية، وتفاقم بؤر الإصابة بالسلالة البريطانية في أكثر من محافظة، مسببة ضغطاً على أسرّة الأكسيجين والإنعاش في المستشفيات الحكومية والخاصة.

وبعد انفراج في الوضع الوبائي، عاد الطلب، خلال الأسبوع الماضي، على إيواء المصابين بالفيروس في أقسام العناية المركزة، ما دفع الأطباء إلى إطلاق صافرة إنذار مبكرة، محذرين من موجة وباء جديدة قد ترتفع وتيرتها في الأسابيع المقبلة.

وتتزامن التحذيرات مع تقدّم بطيء لحملة التطعيم ضد فيروس كورونا، بسبب تأخر جرعات اللقاح التي تصل إلى تونس تباعاً بكميات صغيرة لم تتجاوز الـ100 ألف جرعة، فضلاً عن تسجيل عزوف في الإقبال على التلقيح.

ومنذ فتح باب التسجيل للتلقيح، لم يتجاوز عدد الراغبين في الحصول على التطعيم الـ783 ألف تونسي، بمن في ذلك مهنيو الصحة، وهو رقم قال عنه رئيس لجنة التلقيح هاشمي الوزير إنه "ضعيف ولا يساعد على زيادة نسبة المناعة في البلاد"، لا سيما أنّ السلطات الصحية تهدف إلى تلقيح 3 ملايين تونسي قبل نهاية يونيو/ حزيران المقبل.

وقالت عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا جليلة بن خليل إنّه "لا يمكن الجزم باقتراب تونس من موجة وباء ثالثة، غير أنّ المؤشرات تؤكد عودة تصاعد نسب الإصابات، ولا سيما الخطيرة منها التي تتطلب الإيواء في أقسام الإنعاش الطبي".

وأوضحت بن خليل، في تصريح لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أنّ الضغط الحاصل على أسرة الأكسيجين والإنعاش "مرّده الطفرات المسجلة بالمصابين بالسلالة البريطانية والمعروفة بسرعة انتشارها"، مؤكدة أنّ "المؤشرات الأولية لا تسمح بالتقييم الصحيح للوضع الوبائي في البلاد، غير أنها ليست إيجابية".

وشددت بن خليل على "ضرورة مواصلة التقيد بتدابير الوقاية الأساسية وتشديدها في بؤر انتشار السلالة المتحورة، مع إنجاح مرحلة التلقيح لاحتواء الجائحة التي تهدد صحة التونسيين وتتسبب في وفيات يومية"، وفق قولها.

وأكدت في سياق متصل، أنّ اللجنة العلمية لمكافحة الفيروس سترفع توصيتها إلى الحكومة بعد تقييم الوضع الوبائي في البلاد، وذلك في ما يتعلق بمواصلة العمل بها أو تخفيفها أو الذهاب نحو التشديد مجدداً.

في المقابل، تضغط العديد من القطاعات الخدماتية من أجل تخفيف قيود الإغلاق وتمديد ساعات العمل بمناسبة شهر رمضان، من أجل إنقاذ آلاف فرص الشغل المهددة بعد بوادر عودة تفشي الفيروس.

ولأول مرة منذ أسابيع، أعلنت وزارة الصحة، الإثنين، عن تسجيل ألف إصابة جديدة من مجموع 5556 تحليلاً مخبرياً، فيما تم تسجيل 28 حالة وفاة جديدة، ليصبح العدد الإجمالي لضحايا الفيروس 8788 منذ بدء الجائحة في مارس/ آذار 2020،  فيما بلغ عدد الملقحين 56513 شخصاً من مجموع 783563 شخصاً مسجلين على قائمة الانتظار.

المساهمون