تسعى السلطات الصحية في تونس إلى محاصرة بؤر فيروس كورونا داخل المؤسسات التعليمية، بعد تفشي الوباء في عدد من المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية، من خلال العودة إلى سياسة الغلق المؤقت لأكثر من 5 مؤسسات في محافظات مختلفة.
وأخيراً، ظهرت في العديد من المؤسسات التعليمية للمرحلة الثانوية والإعدادية بؤر عدوى جديدة بفيروس كورونا في صفوف التلاميذ، ما استدعى العودة إلى الغلق المؤقت بتوصيات من اللجنة الوطنية لمكافحة الوباء، فيما دعت اللجنة العلمية إلى خفض سنّ الأشخاص المسموح لهم بتلقي اللقاح إلى الفئة العمرية المراوحة بين 12 و14 عاماً.
وقال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، أمين سليم، إن "فيروس كورونا من سلالة الدلتا بدأ ينتشر مجدداً، وهو أمر متوقع تزامناً مع موسم الأمراض الفيروسية الموسمية". وأكد سليم، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه "كان من المتوقع أن تشهد تونس موجة انتشار جديدة للفيروس تكون أقل حدة من سابقاتها بعد تلقيح أكثر من نصف المواطنين وبلوغ نسبة المناعة العامة في البلاد ما يزيد على 80 في المائة".
ظهرت في العديد من المؤسسات التعليمية للمرحلة الثانوية والإعدادية بؤر عدوى جديدة بفيروس كورونا في صفوف التلاميذ، ما استدعى العودة إلى الغلق المؤقت بتوصيات من اللجنة الوطنية لمكافحة الوباء
وأفاد بأن "الفيروس يجد في الفئات غير الملقحة الأرضية الخصبة للانتشار، وهو ما يفسر تفشيه في المؤسسات التعليمية في صفوف اليافعين ممن تراوح أعمارهم ما بين 12 و14 عاماً"، مشيراً إلى أن "اللجنة العلمية أوصت ببدء تلقيح هذه الفئة من المعرضين أكثر لمخاطر الوباء والمصابين بأمراض الربو وضيق التنفس وضعف المناعة".
وأشار إلى أن "كل الأمراض الوبائية الناتجة من الفيروسات تكون لها ارتدادات في مرحلة ما بعد تراجع العدوى، بسبب توافر العوامل التي تهيّئ هجمات الفيروس الجديدة، والتي تستهدف عادة الفئات الأقل سناً وغير الملقحين".
وذكر أمين سليم، في سياق متصل، أنّ "بؤر العدوى الجديدة في المؤسسات التعليمية لا تشكل خطورة كبيرة، ولا تنتج عنها حالات صعبة لدى اليافعين، غير أن الأطفال يمكنهم نقل العدوى إلى البالغين من غير الملقحين أو الذين حصلوا على جرعة تطعيم واحدة" .
وأكد المتحدث أن "السلطات الصحية تتجه نحو تغيير سياسة التلقيح لتطعيم أكثر من مليون شخص لم يحصلوا بعد على الجرعة الثانية، رغم دعوتهم في أكثر من مناسبة إلى التطعيم".
ورغم النتائج الإيجابية المحققة خلال أيام التطعيم المكثف التي نظمتها وزارة الصحة، قال عضو لجنة مكافحة كورونا إنّ السلطات الصحية مطالبة بمحاصرة بؤر الوباء الجديدة ومنع تفشيها، معتبراً أن "سياسة غلق المؤسسات المهددة بالوباء يمكن أن تكون ناجعة في هذه المرحلة، بانتظار المرور إلى إجبارية جواز التلقيح".
وذكرت بيانات رسمية لوزارة التربية أنّ نحو 600 تلميذ وإطار تعليمي أصيبوا بفيروس كورونا منذ بداية العام الدراسي الحالي، فيما أُغلقَت أقسام ومؤسسات تعليمية في محافظتي نابل وسوسة بهدف وقف تفشي العدوى في صفوف التلاميذ.