توقف المساعدات الشهرية من "مطبخ التكافل" يهدد 287 طالباً في السويداء

26 مارس 2023
بدأ المطبخ منذ 5 سنوات بهدف تشغيل عدد من النساء (فيسبوك)
+ الخط -

يهدد خطر التوقف عن العمل مشروع "مطبخ التكافل الخيري" بمدينة السويداء في سورية، بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وانقطاع الدعم عنه، رغم مرور نحو 5 سنوات على بدء نشاطه بهدف تشغيل عدد من النساء بأجور شهرية، مقابل أن تتكفل النساء أنفسهن بتقديم العون والإعالة لأُسر أُخرى محتاجة، ومع الوقت تحول المشروع لدعم الطلاب والطالبات المنتشرين في المحافظات السورية.

وجاءت فكرة المطبخ الخيري، بحسب ما أكده الناشط الإعلامي حمزة المعروفي، من قبل الطبيبين السوريين سناء دويعر وفاضل الخطيب، اللذين يعيشان في المهجر، والمعروفين بمواقفهما الإنسانية والمعارضين للنظام السوري، بحيث يكون المشروع مساهمة باكتفاء ذاتي لست عائلات محتاجة كبداية للانطلاق.

أضاف المعروفي لـ"العربي الجديد" أن المشروع تطور بُحسن متابعة وعمل تطوعي لنخبة من سيدات السويداء وبدعم متواصل من مشروع التكافل الاجتماعي التابع لمشيخة عقل الطائفة الدرزية في مدينة السويداء، أو ما يطلق عليه محلياً "مقام عين الزمان"، وعدد من المغتربين والمُحسنين، حتى وصل لتشغيل سبع سيدات بشكل دائم وأكثر من عشرين سيدة بشكل موسمي، و"كان يكبر كل يوم بزخم متصاعد، حيث لم يقتصر على طبخ الأطباق المعروفة في المحافظة للمناسبات، لكنه كبر وبدأ بمشاريع حفظ الخضار في الثلاجات، وصولاً للخبز المشروح، والأكلات الشعبية الخفيفة والحلويات".

وتقول إحدى العاملات الموسميات لـ"العربي الجديد"؛ إنها "اشتغلت في "المطبخ الخيري" لموسمين برفقة 23 عاملة مقابل أجور شهرية وبعض الحوافز والمساعدات العينية، والتي كانت بمجملها تشكل دعما كبيرا لأسرتها، بالإضافة لمنحة شهرية تساعد ابنتها في دراستها الجامعية، وإنها باتت تنتظر بداية موسم الصيف مثل باقي العاملات، حيث يزداد الطلب على منتجات المطبخ. وأكدت أنها تخشى أن يؤدي غلاء الأسعار إلى تراجع الطلب على منتجات المطبخ، وبالتالي التوقف عن العمل، وهي مشكلة كبيرة تؤثر على عائلتها بالمجمل.

الصورة
مطبخ التكافل (فيسبوك)

واستطاعت إدارة المشروع المؤلفة من ثماني نساء متطوعات خلال فترة وجيزة من انطلاق المشروع؛ التوسع بالعمل وتقديم العون لعدد كبير من الأسر، وكان أهم إنجازاتها تقديم مِنح شهرية لـ287 طالبة وطالبا جامعيا وفق بيانات مدروسة تبين الوضع المادي للطالب واحتياجاته. 

كثيرون من الطلاب والطالبات المستفيدين من المنح الدراسية التي يقدمها الصندوق أكدوا لـ"العربي الجديد"، طالبين عدم ذكر أسمائهم، أن المبالغ الشهرية التي يتقاضونها كانت تساهم إلى حد مقبول في أجور النقل إلى المعاهد والجامعات، أو بدل السكن وأحياناً في شراء بعض المستلزمات الدراسية، أما اليوم وبعد الغلاء الفاحش في كل شيء، وخاصة أجور النقل، تمنى الطلاب على إدارة المشروع، والمغتربين المساهمين بالدعم منذ سنوات، النظر في أحوالهم والسعي ما أمكن للعبور بهم من هذه المرحلة المصيرية في حياتهم، فلا خيارات أمامهم سوى العلم حالياً.

بدوره، يرى المحامي نورس حسون أن "المشروع يعد مقدمة ناجحة للعمل الإنمائي في المحافظة، وطريقا فعّالا لتمكين المرأة ودخولها إلى سوق العمل والإنتاج دون جهد وتكاليف تعليمية وتنظيرية تأكل رأس المال المقدم من أشخاص وجهات أخرى، مضيفا لـ"العربي الجديد": "ريع المشروع يساهم في تعليم عدد من الطلاب إلى جانب تأمين بعض المساعدات العينية والأدوية. وهذا الشكل من المشاريع يجب أن يصبح قدوة ومقدمة لكل المتبرعين والخيّرين من أبناء المحافظة".

يذكر أنه في الصيف الماضي أغلق المطبخ أبوابه لمدة أسبوع بسبب عملية سطو وسرقة طاولت عددا من أسطوانات الغاز الكبيرة وبعض التجهيزات والمواد الأولية، بالإضافة لأعمال تخريب في المكان، وتحفظت الإدارة عن نشر الخبر انطلاقا من فكرة عدم الاستجداء وتخوفا من "قطع النخوة عند الناس"، كما قالت إحدى الإداريات لـ"العربي الجديد"، في حين لم يُسفر تحقيق الأمن الجنائي التابع للنظام السوري عن أي نتائج كعادتها في السويداء، وتابع المطبخ عمله بإنتاج أصناف متعددة من المأكولات والحلويات، بالإضافة للمأكولات الموسمية والمونة بدعم من قبل برنامج الأمم المتحدة للتنمية وتمكين المرأة اقتصادياُ، ما ساهم بشراء بعض المستلزمات والأدوات المطلوبة لتطوير العمل والإنتاج، وإدخال منتجات جديدة.

المساهمون