تفاعل كبير في العراق مع حملات شعبية لمساعدة النازحين

25 يناير 2022
انطلقت الحملة من خلال منصات التواصل الاجتماعي وتفاعلت معها فرق شبابية مختلفة (تويتر)
+ الخط -

لليوم الثالث على التوالي، تتواصل حملات جمع المساعدات التي أطلقها ناشطون وحقوقيون عراقيون لصالح عشرات آلاف الأسر النازحة في مخيمات ومعسكرات نزوح، شمال وغربي البلاد، تسبّبت موجة الأمطار والثلوج الأخيرة في زيادة معاناتهم الإنسانية، مع تسجيل أربع وفيات لغاية الآن جرّاء انخفاض درجات الحرارة، وفقاً لمنظمات حقوقية عراقية وجّهت الاتهام للحكومة، فيما يتعلق بتقصيرها تجاه النازحين.

ورغم مرور عدّة سنوات على انتهاء المعارك في العراق، لكن قرابة المليون نازح ما زالوا خارج مدنهم لأسباب مختلفة، أبرزها سيطرة مليشيات مسلحة حليفة لطهران على مدن وبلدات ورفضها عودة أهلها، مثل مدن جرف الصخر ويثرب والعويسات وقرى المقدادية والسعدية وذراع دجلة والثرثار ومناطق أخرى شمال وغرب ووسط العراق، إضافة إلى مشاكل عشائرية وقبلية تتعلق بالثأر ورفض ذوي الضحايا عودة عائلات تورّط أفراد منها في أعمال إرهابية مع تنظيم "داعش".

وتضمّنت الحملات جمع بطانيات وملابس شتوية ووقود ومدافئ وأدوية، كما قامت ناشطات بتوفير احتياجات أساسية للأطفال والنساء الموجودات في مخيمات النزوح. ويقول ناشطون إنّ الحملات لم تقتصر على مناطق معيّنة، بل إنّ محافظات جنوبي العراق شاركت فيها، في صورة مبهجة للتلاحم الاجتماعي بين العراقيين.

وشاركت مدن مثل الناصرية والحلة والبصرة في الحملات التي نقلت عدة أطنان من المواد الخاصة بمساعدة النازحين، إلى مدن أخرى، أبرزها بغداد والأنبار وديالى وصلاح الدين، حيث تمّ إيصال المساعدات إلى مخيمات عدّة تقطن فيها آلاف العائلات، منها مخيمات بزيبز جنوب شرقي الفلوجة، ومخيمات آشتي والجدعة في السليمانية والموصل، ومخيمات دهوك شمالي البلاد.

ونشر ناشطون لقطات لجمع مساعدات في مدينة الناصرية للنازحين ومثلها في البصرة جنوبي العراق.


وقال الناشط المدني فراس عباس، من بغداد، إنهم تمكّنوا من جمع بطانيات جديدة وأخرى مستعملة وملابس جديدة ووقود ومدافئ، نُقلت إلى مخيمات غرب بغداد، يتواجد فيها آلاف النازحين.

وأضاف عباس، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحملة لم تتبنّها أي جهة، بل انطلقت من خلال منصات التواصل الاجتماعي وتفاعلت معها فرق شبابية مختلفة وحققت نجاحاً كبيراً".

وأضاف أنّ "المساعدات الاجتماعية التي وصلت إلى المخيمات كانت أسرع من تلك التي وعدت بها الحكومة ولم تصل لغاية الآن".

وأطلق ناشطون وسم (بطانية زايدة) في بغداد، لحثّ المواطنين على التبرّع.
وحول الحملة الجديدة، قال عضو منظمة الموصل الإغاثية محمد الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التكاتف الشعبي العراقي يظهر دوماً في أوقات الحاجة، والحملات التي شهدتها البلاد في اليومين الماضيين، تعبّر عن رفض العراقيين استمرار أزمة النزوح الداخلي، وتؤكّد أنّ الأحزاب والقوى الفاعلة هي من تقف خلفها".

وأكّد إيصال "وجبات غذائية ضمن المساعدات الإنسانية، من قبل ناشطين ومتبرّعين إلى يد مستحقيها بدون وسطاء، من دون أن يصل أي شيء وعدت به الحكومة ووزارة الهجرة، منذ يوم السبت الماضي".


 في السياق ذاته، دعا النائب في البرلمان العراقي، رعد الدهلكي، الحكومة، إلى إعلان "حالة الطوارئ" والتحرّك العاجل لإنقاذ العائلات النازحة المهدّدة بالموت بسبب موجة البرد والصقيع التي اجتاحت العراق.

وقال الدهلكي في بيان له إنّ "العشرات من العائلات الساكنة في المخيمات والتي لا تجد لها أي ملاذ يحميها من موجات البرد القاتلة، تناشد الحكومة وكل القادرين إنقاذ الأطفال والنساء من موت حقيقي، في حال عدم اتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذهم".

 وأضاف النائب: "نستغرب التلكؤ في الإجراءات من قبل الحكومة والوزارات والمؤسسات ذات العلاقة، وهم يشاهدون ما يجري من موت بطيء للأطفال والنساء والشيوخ والمرضى في هذا البرد، من دون أي تحرّك، سواء لتوفير الملاذات الآمنة لهم أو الوقود والأغطية لتقليل معاناتهم إلى حين زوال الخطر، والتخطيط لحلول أكثر واقعية، سواء بإعادتهم إلى مناطقهم أو بتوفير ملاذات أكثر قوة وحماية لهم من برد الشتاء وحر الصيف".

وأكّد "أهمية إعلان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، حالة الطوارئ فوراً، لإنقاذ النازحين والعائلات الفقيرة، خصوصاً في المحافظات الشمالية والغربية، التي تتعرّض لموجة برد لم يشهدها العراق طيلة السنوات السابقة، قبل حصول كارثة إنسانية للأبرياء". 

المساهمون