تضاؤل فرص العثور على ناجين من غرق مركب مهاجرين قبالة اليونان

16 يونيو 2023
ناجون من كارثة غرق المركب (كوستاس بالتاس/ الأناضول)
+ الخط -

تتواصل عمليات البحث عن ناجين إثر غرق مركب يقل مهاجرين قبالة سواحل اليونان، لكن الآمال في العثور على أحياء تتضاءل بعد مرور أكثر من يومين على هذه المأساة. وأكدت الناطقة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليونان ستيلا نانو، إن "الآمال في العثور على ناجين تتضاءل دقيقة تلو الأخرى بعد هذا الغرق المأساوي، لكن البحث يجب أن يستمر".

وأوقفت الشرطة تسعة مصريين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و40 عاماً يشتبه بأنهم مهربون، بحسب مصدر قضائي. وكان هؤلاء الرجال من بين الناجين واقتيدوا للمثول أمام المدعي العام في كالاماتا اليوم الجمعة، على أن يمثلوا أمام قاضي التحقيق الإثنين المقبل. وأكد المصدر القضائي أنه يُشتَبه بممارستهم "الاتجار بالبشر".

وانتشل خفر السواحل اليوناني 79 جثة من البحر أول من أمس الأربعاء بعد ساعات من انقلاب مركب صيد متهالك على متنه حمولة زائدة في المياه الدولية وغرقه قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، على بعد 47 ميلا بحرياً (87 كيلومتراً) من بيلوس في البحر الأيوني، بحسب حصيلة رسمية.

وأنقذ مائة وأربعة أشخاص نقلوا إلى ميناء كالاماتا في جنوب اليونان. وأكدت نانو أنه "وفقا للصور التي نشرتها السلطات وبعض شهادات الناجين، كان مئات الأشخاص على متن المركب".

لقي 79 شخصاً على الأقل، حتفهم في غرق قارب مهاجرين قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز في جنوب غرب اليونان، وكان من المقرر استمرار عمليات الإنقاذ حتى 16 يونيو/حزيران 2023 غير أن فرص إنقاذ المزيد من الضحايا تتضاءل لأن المنطقة التي غرق فيها القارب من أعمق مناطق البحر المتوسط.

وطالبت الأمم المتحدة بتحقيقات سريعة وتدابير "عاجلة وحاسمة" لتجنّب مآس جديدة مثل غرق قارب محمّل بالمهاجرين قبالة اليونان قد يكون أودى بحياة بمئات الأشخاص. وقال مدير قسم الطوارئ في المنظمة الدولية للهجرة فيديريكو سودا في بيان مشترك صادر عن منظمته والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "من الواضح أن النهج المعتمد بالنسبة إلى البحر المتوسط ليس فاعلاً".

وأضاف: "عاماً بعد عام، لا يزال البحر الأبيض المتوسط طريق الهجرة الأكثر خطورة في العالم، وتُسجّل أعلى نسبة وفيات". ويشدد على ضرورة "توصل الدول إلى اتفاق لسدّ الثغرات من ناحية عمليات البحث والإنقاذ والإنزال السريع وتأمين طرقات للهجرة منتظمة وآمنة".

ونظراً إلى زيادة حركة اللاجئين والمهاجرين في المتوسط، فإن الجهود الجماعية بما فيها زيادة التنسيق بين كلّ دول المتوسط والتضامن وتقاسم المسؤولية هي أمور ضرورية، وفق مساعدة المفوض السامي المكلفة الحماية الدولية جيليان تريغز. وتقول: "يشمل ذلك اتفاقاً حول آلية إقليمية للإنزال وإعادة توزيع الأشخاص الواصلين عبر البحر، والذين نواصل الدفاع عنهم". ويوضح الناطق باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين جيريمي لورنس: "يجب إجراء تحقيق معمّق حول الأحداث التي جرت خلال هذه المأساة. وآمل أن نتمكّن من الوصول إلى إجابات وأن نتعلّم من هذه التجربة". أضاف: "ما حصل الأربعاء يؤكد ضرورة التحقيق بشأن المهرّبين والمتاجرين بالبشر والحرص على محاكمتهم".

بالإضافة إلى المهربين، وجّه البيان أصابع الاتهام إلى وكالة الحدود الأوروبية "فرونتكس" واليونان والدول الأوروبية المتهمة بعدم القيام بما يكفي لتجنب هذه المآسي. 

واستمرت أعمال البحث طوال ليل الخميس الجمعة في منطقة غرق المركب، بحسب خفر السواحل. وقالت متحدثة باسم خفر السواحل: "حالياً تشارك فرقاطة وطائرة مروحية تابعتان للقوات البحرية وثلاثة قوارب في أعمال البحث في الموقع". ولا يزال 27 شخصاً في المستشفى الجمعة، بينهم أحد الموقوفين، وفقاً لخفر السواحل. وأورد تلفزيون "إي أر تي" الرسمي أن بعض الناجين سيُنقلون اليوم إلى مركز استقبال للمهاجرين في مالاكاسا شمال شرق أثينا.

وأفاد مصدر في أحد الموانئ بأن مركب الصيد غادر مصر فارغاً قبل أن يستقلّه مهاجرون في مدينة طبرق الساحلية في شرق ليبيا، وكان متوجهاً إلى إيطاليا. وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد أبدت "خشيتها من غرق مئات الأشخاص الإضافيين، في إحدى أسوأ المآسي في المتوسط خلال عقد".

(فرانس برس)

المساهمون