تركيا تسرّع إجلاء مواطنيها من أوكرانيا وتستقبل أتراك القرم

05 مارس 2022
أعادت تركيا أكثر من 11 ألفاً من مواطنيها من أوكرانيا (صالح بران/الأناضول)
+ الخط -

وصلت الأوكرانية، سنيزانا بورا، وابنتها أوفيليا، أمس الجمعة، إلى ولاية أدرنة في شمال غرب تركيا، حيث يعيش زوجها التركي، قوتسال بورا، بعد نجاحهما في الهرب من القصف الذي تعرضت له مدينة خميلنيتسكي القريبة من العاصمة الأوكرانية كييف.

استقبل التركي قوتسال بورا، زوجته وابنته عند مدخل بوابة "كابي كولة" الحدودية مع بلغاريا، وقال لوسائل إعلام محلية: "أشعر بفرحة لا توصف، وأتمنى أن يلتئم شمل جميع الأسر في أوكرانيا، وأن تنتهي الحرب في أقرب وقت".
وروت السيدة الأوكرانية أنها سافرت إلى أوكرانيا مع رضيعتها أوفيليا لزيارة عائلتها، وكان مقرراً أن تعود إلى تركيا يوم 24 فبراير/شباط، لكنها لم تتمكن من العودة بسبب توقف الرحلات الجوية.

وأضافت أنها سعيدة بالعودة إلى زوجها. "لكن نصف قلبي بقي مع والدي ووالدتي في أوكرانيا. أمي وأبي يخدمان في الجيش، أبي يقاتل، وأمي تعالج الجنود الجرحى. لا أفهم لماذا يقتلوننا؟ لقد هاجموا كل مكان. النساء والأطفال والرجال يموتون. الجميع يجازف بالموت من أجل الحرية، وأوكرانيا ستنتصر".
وزادت تركيا عدد الرحلات الجوية لإجلاء مواطنيها الذين فروا من الحرب على أوكرانيا إلى الدول المجاورة، فضلاً عمّن يغادرون شبه جزيرة القرم، وخصوصاً إلى ولاية أديرنا الحدودية مع بلغاريا، وغادرت 12 رحلة للخطوط الجوية التركية أمس الأول الخميس من بوخارست، لإجلاء الأتراك العالقين في رومانيا.

ووصلت الدفعة الأولى يوم الأربعاء الماضي، وبلغ عدد العائدين حتى مساء أمس الجمعة، أكثر من 11 ألف مواطن تركي، حسب وزير الخارجية، مولود تشاويش أوغلو، الذي أكد أن هناك جهوداً متواصلة لإجلاء آمن للمواطنين الأتراك من أوكرانيا.

ويؤكد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في إسطنبول، محمد كامل ديميريل، استعداد بلاده لاستقبال الهاربين من الحرب، لكون القضية إنسانية، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن تركيا تضم ملايين اللاجئين، من بينهم 3.7 ملايين سوري، كذلك فإنها تمدّ المناطق المنكوبة حول العالم بالاحتياجات الإنسانية.
وأعلنت تركيا استمرار استقبال أتراك القرم الفارين من الحرب في أوكرانيا، ووصل خلال اليومين الماضيين 74 لاجئاً، من بينهم 42 طفلاً و21 امرأة، وانتقل بعضهم إلى مدينة إسطنبول، للعيش مع أقاربهم، فيما تستضيف ولاية أدرنة الباقين.

وينتمي تتار القرم إلى مجموعة عرقية تركية، وتعتبر شبه جزيرة القرم موطنهم الأصلي، وقد تعرضوا لعمليات تهجير قسرية نحو وسط روسيا وسيبيريا ودول آسيا الوسطى إبان العهد السوفييتي (1919ـ 1991)، وفي 16 مارس/ آذار 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، وهو ما لم يعترف به المجتمع الدولي، وأعقبه فرض عقوبات على موسكو من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعدد من الدول.
ولم يصل إلى تركيا سوى عدد قليل من العائلات الأوكرانية، مقارنة بتدفق اللاجئين على بولندا ورومانيا. وسلمت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، الجمعة، مساعدات إنسانية شملت 5 شاحنات للسلطات الأوكرانية، و3 شاحنات لسلطات مولدوفا، تتضمن مواد غذائية وأغطية وأسرّة وخياماً.
ويؤكد أستاذ علم الاجتماع التركي، رجب شان تورك، أن تقاليد بلاده قائمة على فتح الحدود أمام اللاجئين، مذكراً بأن حيّاً في مدينة إسطنبول يحمل اسم "يني بوسنا"، وجلّه من الفارين من حرب البوسنة والهرسك في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وهناك قرية تحمل اسم "بولينز كوي"، منذ استقبلت البولنديين الذين هربوا من الحرب الروسية عليهم في عام 1920.
ويوضح شان تورك لـ"العربي الجديد"، أنه "في أثناء الحروب تختفي جميع الاعتبارات، ويبقى التقييم الإنساني فقط"، متوقعاً وصول عدد كبير من الأوكرانيين إلى بلاده، "ولكن تحديد العدد مرهون باستمرار الحرب، ورغبة الهاربين في العيش في تركيا، رغم فتح الدول الأوروبية حدودها".

المساهمون