تردّي الواقع التعليمي في العراق: تدريس طلاب داخل خيمة

20 أكتوبر 2022
من الصور المتداولة للخيمة التي نصبت بمدرسة الديوانية لتدريس الطلاب (تويتر)
+ الخط -

اضطرت إدارة إحدى المدارس في العراق، إلى نصب خيمة لاستقبال طلابها وإعطائهم الدروس، في خطوة تعكس مدى الإهمال الذي تعانيه المؤسسات التعليمية في البلد، والحاجة إلى استحداث مدارس جديدة وترميم المتهالكة منها لاستيعاب أعداد الطلبة.

ومع بداية العام الدراسي الجديد، نصب مدير مدرسة "الشهداء" في بلدة الحمزة بمحافظة الديوانية جنوبي العراق، خيمة في باحة المؤسسة، ووضع المقاعد داخلها، لاستقبال الطلاب وإعطاء الدروس فيها.

ووفقاً لأحد المدرسين في المدرسة، فإنّ "الخطوة جاءت لإظهار مدى الإهمال الذي تعانيه مدرستنا، فالقاعات الدراسية غير صالحة لاستقبال الطلاب وإعطاء الدروس"، مبيّناً لـ"العربي الجديد"- مشترطاً عدم ذكر اسمه- "أردنا من خلال ذلك بيان حال المدرسة المُهملة، والتي لا يمكن لها استقبال الطلاب داخل قاعاتها المتهالكة والتي لا تصلح للدراسة".

وأوضح أنّ "جدران القاعات متشققة ومقاعد الطلاب غير صالحة للجلوس عليها"، مُحمّلاً "وزارة التربية مسؤولية ذلك الإهمال الكبير، وعدم الاستعداد للعام الدراسي الجديد وتهيئة الظروف المناسبة للدراسة".

ولم يصدر عن وزارة التربية أي تعليق بهذا الشأن، إلا أنّ مدير إعلام تربية الديوانية، رافد شاكر عباس، برر ذلك، بـ"وجود أعمال صيانة داخل المدرسة"، وقال في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم الخميس، إنّ "المديرية شكلت لجنة لمتابعة الموضوع، واللجنة أكدت أنّ نصب الخيمة سيكون بشكل مؤقت، وذلك لوجود أعمال صيانة داخل المدرسة"، مبيّناً أنّ "اجتهاد مدير المدرسة بنصب الخيمة جاء حرصاً منه على استمرار الدوام الرسمي في المدرسة".

وأشار إلى أنّ "العديد من مدارس المحافظة تخضع لأعمال صيانة وترميم وإصلاح المقاعد".

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، تداول ناشطون ومثقفون صور الخيمة، منتقدين الإهمال الحكومي للمدارس، والانشغال بالفساد، وقال الباحث في الشأن السياسي العراقي، شاهو القرداغي، في تغريدة له: "بالتزامن مع انشغال رجال الدولة بسرقة 2.5 مليار دولار والتفكير بإفراغ الخزينة وتهريب المليارات إلى الخارج.. مدرسة في الديوانية تضطر لافتتاح صف دراسي جديد عبارة عن خيمة عزاء، بسبب أعداد التلاميذ وقلة الصفوف الدراسية"، متسائلاً: "رجال دولة أم رجال مافيا وعصابات؟!".

ويعد الفساد الذي تعانيه أغلب مؤسسات الدولة، واحداً من أبرز التحديات التي تواجهها المؤسسة التعليمية في العراق، إذ إنّ تأثيراته بدأت تتفاقم بشكل مستمر من خلال النقص الكبير بأعداد المدارس، والاضطرار إلى الدوام المزدوج فيها، وعدم تجهيزها بالمستلزمات الدراسية من كتب ومقاعد وسبورات وغير ذلك، ما اضطر الكثير من الأهالي إلى تحمّل أعباء توفير مقاعد وكتب لأبنائهم.

وكانت وزارة التربية العراقية، قد أعلنت، في وقت سابق، الحاجة لاستحداث أكثر من 8 آلاف مدرسة جديدة في عموم المحافظات، للتخلص من مشكلة الدوام المزدوج والثلاثي، وتوفير أجواء دراسية سليمة، فيما طالبت بتخصيصات مالية.