ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا: بريطانيا تخطط لاعتقالات مفاجئة

أعدت وزارة الداخلية البريطانية خطة تهدف للتمهيد لعمليات ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا وتسريعها وذلك من خلال تنفيذ اعتقالات مفاجئة لطالبي اللجوء في جميع أنحاء البلاد أثناء حضورهم مواعيد روتينية في مراكز طلبات اللجوء على مدار الأسبوعين المقبلين، ومن ثم إيداعهم على الفور في مراكز اعتقال ووضعهم على رحلات طيران مباشرة إلى رواندا.

ووفقا لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، يُعتقد أن توقيت البدء في هذه العملية جاء تزامنا مع الانتخابات المحلية والمجالس البلدية التي تنطلق الخميس المقبل، وذلك لتحسين حظوظ حزب المحافظين في الانتخابات، خاصة بعدما وعد بحل أزمة المهاجرين السريين خلال العام الجاري.

وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قد أكد خلال الأسبوع الماضي أن أولى رحلات ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ستبدأ في غضون عشرة أو اثني عشر أسبوعا، وذلك بعدما أقر البرلمان مشروعا مثيرا للجدل يتيح للحكومة ترحيل مهاجرين سريين إلى رواندا، من بينهم طالبو لجوء وصلوا إلى المملكة المتحدة بطريقة غير نظامية.

وينص القانون الجديد لترحيل المهاجرين السريين على أن رواندا بلد آمن لاستقبال المهاجرين الذين يصلون إلى بريطانيا بشكل سري، ويتجاهل العمل ببعض مواد قانون حقوق الإنسان والقوانين الدولية المتعلقة بميثاق اللاجئين، لتفادي عرقلة المحكمة العليا للخطة، وذلك بعدما قضت المحكمة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعدم قانونية برنامج ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا لاعتقادها بأن لاجئين حقيقيين قد يتعرضون لخطر إعادتهم إلى البلدان التي فروا منها بعد أن يتم ترحيلهم إلى رواندا.

وتسعى الحكومة لتسيير رحلات عديدة شهريا لترحيل طالبي اللجوء إلى راوندا خلال الصيف المقبل "لبناء رادع منهجي لوقف تدفق قوارب المهاجرين" إلى الشواطئ البريطانية، إذ وقعت الحكومة البريطانية في نوفمبر الماضي على اتفاقية جديدة مع حكومة رواندا لإرسال طالبي اللجوء والمهاجرين المرحلين من بريطانيا إليها، وتتضمن الاتفاقية الجديدة ضمانات بعدم ترحيل طالبي اللجوء المرسلين من بريطانيا إلى دولة أخرى تكون فيها حياتهم أو حرياتهم مهددة. وتشمل أيضاً إنشاء جهة استئناف جديدة مشكلة من قضاة ذوي خبرة في قضايا اللجوء من عدة دول للنظر في الحالات الفردية لطالبي اللجوء.

يذكر أن حكومة ريشي سوناك تتعرض لضغوط متزايدة لخفض الأعداد القياسية لطالبي اللجوء الذين يعبرون بحر المانش انطلاقا من السواحل الفرنسية على متن قوارب صغيرة، حيث تفيد تقديرات المكتب الوطني لمراجعة الحسابات في بريطانيا بأن ترحيل أول 300 مهاجر سيكلف المملكة المتحدة 540 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل حوالي مليوني جنيه إسترليني لكل شخص.

(قنا، العربي الجديد)