تحذيرات من انهيار مشافي غزة بعد اكتظاظها بإصابات كورونا الخطرة

21 ديسمبر 2020
شخص من كل 6 أشخاص مصاب بفيروس كورونا في قطاع غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

شهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في عدد المصابين بفيروس كورونا في قطاع غزة، بالتزامن مع تحذير السلطات الصحية من خطورة الأوضاع التي تهدد بانهيار القطاع الصحي، وتوقف تقديم الخدمات لمليوني مواطن يعيشون في القطاع الذي يرزح تحت حصار مشدد في ظل نقص المعدات الطبية والتجهيزات اللازمة لمواجهة الجائحة.

وتتزامن التحذيرات مع حالة من عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية تشمل التزاحم في المحال التجارية والأماكن العامة، واستمرار تشكيك البعض في وجود الفيروس من الأساس، وربطه بنظريات المؤامرة الرائجة.

وواصلت الجهات الحكومية في غزة تطبيق الإجراءات الوقائية التي اتخذتها في مطلع ديسمبر/ كانون الأول، ومنها فرض حظر التجوّل يومي الجمعة والسبت بشكل كامل، واستمرار إغلاق المساجد والمدارس والجامعات، في حين امتلأ "مستشفيا غزة الأوروبي" و"الصداقة التركي" المخصصان لمصابي كورونا بالمصابين، بين حالات متوسطة إلى حرجة، ما دفع السلطات الصحية إلى فتح أقسام جديدة في مستشفيات القطاع الأخرى.

وقال مدير "مستشفى غزة الأوروبي" يوسف العقاد، اليوم الإثنين، إنّ انتشار الوباء تصاعد خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من حيث العدد ونوعية الإصابات، وغالبية الحالات التي تصل إلى المستشفى تراوح بين الحرجة والخطرة، وتحتاج للدعم الصحي والأوكسجين، موضحاً لـ "العربي الجديد"، أنّ متوسط عدد الحالات التي يتم إدخالها يومياً يراوح بين 30 و40 مصاباً، في حين تبلغ القدرة الاستيعابية للمستشفى 300 سرير، منها 200 للعناية المكثفة، ومعظمها ممتلئة.

وأضاف الطبيب الفلسطيني أنّ "الموجة الثانية للفيروس تعتبر الأكثر حدة، وأصبح المرض أكثر خطراً وتأثيراً على الشباب الذين أصبحوا يدخلون العناية المركزة مثل الكبار، وسجلت حالات وفاة لشبان رغم عدم وجود سجل مرضي لهم".

وتعاني مشافي غزة من عجز شديد في المستلزمات الطبية، وعدم وجود أسرة حديثة تتناسب مع متطلبات مصابي جائحة كورونا، إذ إن غالبية الأسرة مستخدمة منذ 20 عاماً، وجرى إخضاعها للصيانة عدة مرات، فضلاً عن وجود عجز في الكادر التمريضي، وندرة الأطباء المتخصصين في الباطنة والعناية المركزة، الذين ارتفع الطلب عليهم مع بداية الجائحة.

وفي وقتٍ سابق، ذكرت وزارة الصحة في غزة أنها أجرت مسحاً عشوائياً لجميع المناطق في القطاع، شمل جمع نحو 5 آلاف عينة، وكان متوسط الإصابة 16.6%، ما يعني أنّ شخصاً من كل 6 أشخاص مصاب بفيروس كورونا.

الصورة
الحالات الحرجة تملأ مشافي غزة (عبد الحكيم أبو رياش)

إلى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إنّ الفترة المقبلة تعتبر ذروة الانتشار لفيروس كورونا، مؤكداً  في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الإجراءات الحكومية المبذولة حالياً تهدف لتثبيط انتشار الفيروس، وأن الجهات الصحية تتوقع أن تظهر نتائج إغلاق يومي الجمعة والسبت خلال الفترة المقبلة، وأشار إلى أن القدرة السريرية المخصصة لمرضى كورونا في القطاع تبلغ 500 سرير، ومع ازدياد الحالات المصابة والخطرة اضطرت الوزارة لافتتاح أقسام خاصة في بقية المشافي.

وأوضح أنّ 47% من الأدوية رصيدها صفر، كما أنّ 31% من المستهلكات الطبية غير متوفرة، بالإضافة إلى أنّ 65% من لوازم المختبرات وبنوك الدم غير موجودة في القطاع، وهو ما يقوض المنظومة الصحية.

وسجل قطاع غزة، اليوم الإثنين، 11 وفاة جديدة بفيروس كورونا، و280 إصابة جديدة، فيما بلغت حالات التعافي الجديدة 451، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.

المساهمون