تجارة الكتب المدرسية المستعملة تنشط في تونس بسبب أزمة الغلاء

01 سبتمبر 2022
بيع الكتب المدرسية المستعملة ينشط على موقع فيسبوك في تونس (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

تنشط على شبكات التواصل الإجتماعي في تونس تجارة الكتب المدرسية المستعملة، موفّرة عروضاً جيدة للأسر التي تحاول تأمين العودة المدرسية لأبنائها بأقل كلفة ممكنة في ظل غلاء قياسي يواجهه التونسيون.

وتمثل مجموعات وصفحات التواصل الاجتماعي منصات لعرض الكتب المدرسية المستعملة، ولا سيما المعتمدة منها من قبل مؤسسات التعليم الخاص والمدارس الدولية، التي تتجاوز أسعارها بكثير أسعار الكتب المعتمدة في التعليم الحكومي.

وقبل انتشار ظاهرة بيع المستلزمات المدرسية المستعملة على شبكات التواصل الاجتماعي، كانت هذه المستلزمات تُتداول في إطار ضيق ما بين الأسر أو المعارف، قبل أن تتحول إلى تجارة نشطة على فيسبوك.

وتقول مليكة السنوسي، أم لثلاثة طلاب في مستويات تعليمية مختلفة، لـ"العربي الجديد"، إنها "تستفيد كثيراً من الفرص التي توفرها عروض بيع مواد مدرسية على وسائط التواصل الاجتماعي، ولا سيما الكتب والمحفظات ذات الجودة العالية"

وتؤكد السنوسي أن "بيع الكتب المدرسية المستعملة يوفر للأسر عروضاً بديلة وأقل ثمناً عما يُعرض في المكتبات، لا سيما أن أسعار بعض الكتب المعتمدة في بعض المدارس الخاصة يمكن أن تصل إلى حدود 120 ديناراً (حوالي 40 دولاراً)  بينما يمكن الحصول على مثيل من الكتب المستعملة بسعر لا يتجاوز 40 ديناراً".

وأضافت أنها بدورها تمكنت من بيع كتب مدرسية تخلى عنها أبناؤها موفرة بعض المداخيل لأسرتها، التي تحتاج إلى ما لا يقل عن 1500 دينار (حوالي 500 دولار)، مشيرة إلى أن العروض على شبكات التواصل الاجتماعي تتجاوز الكتب والمحافظ، حيث "توفر أيضاً أثاثاً يمكن أن يستفيد منه طلاب الجامعات المقبلين على السكن خارج المبيتات الجامعية".

وتنشغل الأسر التونسية هذه الأيام بالاستعداد للعودة المدرسية، التي تنطلق رسمياً في 15 سبتمبر/أيلول في المؤسسات التعليمية الحكومية، وسط ضائقة مالية تؤثر على قدرتها على توفير مستلزمات مكتملة لأبنائها.

وترى الباحثة في علم الاجتماع، صابرين الجلاصي، أن "تجارة مستلزمات العودة المدرسية المستعملة على وسائط التواصل الاجتماعي لها جذور في المجتمع التونسي، غير أنها اكتسبت طابعاً حديثاً".

وتقول الجلاصي في تصريح لـ"العربي الجديد": "سابقاً كانت الأسر تتداول فيما بينها بالمجان الكتب والمحافظ والميداعات القديمة، ويمكن الاحتفاظ بها أيضاً لسنوات من أجل استعمالها من قبل الأبناء الأقل سناً".

لكن وسائط التواصل الاجتماعي، بحسب الباحثة، أصبحت تتيح فرصاً أكبر بين الأفراد، ما يفسّر استغلالها من قبل بعض الأسر لتحويل ما كان يتداول بينها سابقاً بالمجان إلى تجارة، وتفسّر المتحدثة ذلك بـ"الضغوط المادية التي تواجهها الأسر"، غير أنها ترى أن هذه الظواهر الجديدة منتشرة في كل الدول وتندرج في إطار تحولات تعاملات المجتمعات مع وسائط التخاطب الحديثة.

المساهمون