بيلاروسيا تنقل مهاجرين من مركز مؤقت والعراق يتحضر لإعادة دفعة جديدة

19 نوفمبر 2021
نُقل جميع اللاجئين إلى مكان قريب من نقطة عبور بروزغي (ليونيد شيغلوف/Getty)
+ الخط -

أعلنت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الجمعة، عن تسجيل أعداد جديدة من المهاجرين العالقين على الحدود البيلاروسية البولندية، للعودة إلى البلاد بشكل طوعي، متحدثة عن رحلة أخرى لنقل المزيد من المهاجرين، بعد وصول أول طائرة، يوم أمس الخميس، تقلّ المئات منهم إلى مطار أربيل، فيما أعلن حرس الحدود البيلاروسي، الخميس، عن نقل مهاجرين من مخيم مؤقت على الحدود مع بولندا إلى مركز لوجستي قريب.

يأتي ذلك عشية إعلان السلطات المحلية في حكومة إقليم كردستان عن اعتقال 10 أشخاص قالت إنهم متورطون بعمليات تهريب وهجرة غير قانونية للمئات من العراقيين.

واليوم، الجمعة، نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف، قوله إنّ "الوزارة مستمرّة بتسجيل أسماء المهاجرين العراقيين الراغبين بالعودة الطوعية"، مشيراً إلى أنّ "عدد المهاجرين المسجّلين حتى الآن بلغ 75 مهاجراً". وأضاف أنّ "الوزارة مستمرة بالتنسيق لاستمرار رحلات الإجلاء التي لن تتوقف من دون توفير الاستجابة المطلوبة".

عراقيون يصلون إلى مطار أربيل آتين من بيلاروسيا (أمين محمد أمين/الأناضول)
وصلت أول طائرة، الخميس، تقلّ مئات العراقيين إلى مطار أربيل من بيلاروسيا (أمين محمد أمين/الأناضول)

وتحدّث الصحّاف أيضاً عن أنّ الطائرة التي أقلت العائدين من بيلاروسيا التي وصلت العراق، أمس الخميس، لن تكون الأخيرة، مؤكداً منح جوازات مرور لكلّ من فقد جوازه من المهاجرين العراقيين لأيّ سبب كان.

كما شدّد على أنّ طائرة أمس، الخميس، التي نقلت مئات المهاجرين العراقيين من مطار مينسك الدولي، "لن تكون الأخيرة ومستمرون بتسجيل أسماء الراغبين بالعودة ومنح جوازات مرور لمن لا يمتلكون جوازات".

وفي مطار أربيل، كشفت هويات العراقيين العائدين، الخميس، عن أعداد غير قليلة منهم من سكّان مدن ينشط فيها مسلّحو "حزب العمال الكردستاني" المصنّف على لائحة الإرهاب، والذي يتخذ من مدن حدودية عراقية شمالي البلاد، ضمن إقليم كردستان، منطلقاً لتنفيذ اعتداءات داخل الأراضي التركية.

وقال مسؤول محلّي في مدينة أربيل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قسماً غير قليل من المهاجرين العائدين هم من سكّان سنجار (غرب الموصل)، وسوران وسيدكان والزاب وزاخو. وقام مسلّحو العمّال الكردستاني باضطهاد سكّان هذه المناطق وتحويل قراهم ومناطقهم لمعاقل عسكرية له، تسبّبت بإفقارهم وجلب عدم الاستقرار لهم".

وأكّد أنّ "قسماً منهم من الأقلية الأيزيدية التي تعرّضت لجرائم واسعة من قبل إرهابيي تنظيم داعش". وأضاف أنّ "حكومة الإقليم ستقوم بتقديم إيجاز تفصيلي حول أعداد النازحين وأوضاعهم التي دفعتهم للهجرة والمتورطين بخداعهم قريباً".

وأمس، الخميس، اعتبر رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء بولندا ماتيوش مورافيتسكي، أنّ العراقيين الكرد العالقين على حدود بولندا "قضيتهم ليست الهجرة، بل الاتجار بالبشر".

ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية بياناً لحكومة الإقليم عقب اتصال هاتفي جرى بين رئيس الوزراء البولندي والبارزاني، ذكر أنّ الأخير أعرب "عن قلقه العميق إزاء الوضع العصيب الذي يمرّ به مهاجرو إقليم كردستان، ومن بينهم أطفال، على الحدود البيلاروسية البولندية".

عراقيون يصلون إلى مطار أربيل آتين من بيلاروسيا (أمين محمد أمين/الأناضول)
دفعة جديدة من العراقيين تتحضر للعودة من بيلاروسيا (أمين محمد أمين/الأناضول)

وجدد رئيس حكومة الإقليم، بحسب البيان، "استعداده لمساعدة المهاجرين وتحسين أوضاعهم والحفاظ على سلامتهم، وعبّر عن أسفه لوقوع المهاجرين ضحايا المتاجرين بالبشر والمهربين والنزاع بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي"، وأشار إلى أنّ "إقليم كردستان الآن ملاذ آمن لنحو مليون نازح ولاجئ".

كما ناقش الجانبان "سبل معالجة مشكلة المهاجرين. واتفقا على أنه تمّ خداعهم من قبل المهرّبين وتجّار البشر، ووقعوا ضحية الجريمة المنظمة".

وكان حرس الحدود البيلاروسي قد أعلن، مساء الخميس، عن نقل مهاجرين من مخيم مؤقت كان يقطنه نحو ألفي شخص في بيلاروسيا على الحدود مع بولندا، إلى مركز لوجستي قريب، بحسب وكالة "فرانس برس".

وتابعت الوكالة أنّ حرس الحدود قال على "تلغرام"، إنّه "اعتباراً من 18 نوفمبر/تشرين الثاني، نُقل جميع اللاجئين من المخيم المؤقت على الحدود البيلاروسية البولندية بالقرب من نقطة عبور بروزغي، على أساس طوعي، إلى مركز لوجستي آخر". وقد نُشرت صور للمخيم الذي بدا مهجوراً.

وكان المخيم المؤقت يؤوي ما يصل إلى 2000 شخص في الأيام الأخيرة.

وتمّ إنشاؤه في منطقة حرجية ليست بعيدة عن نقطة بروزغي الحدودية، حيث واجه مئات المهاجرين، الثلاثاء، خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع الذي استخدمته القوات البولندية.

وأكّد حرس الحدود البولنديون إخلاء المخيم. ويأتي الإخلاء بعد أسبوع من التوترات المتزايدة بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي.

وأكّدت مينسك أنه خلال محادثات شارك فيها الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قالت الأخيرة إنها تريد الحصول من الاتحاد الأوروبي على موافقة لفتح "ممرّ إنساني" لإجلاء حوالي 2000 مهاجر من المخيم إلى ألمانيا، وهو ما نفته برلين.

وإلى جانب المهاجرين الموجودين على الحدود، يوجد حوالي 5000 آخرين في بيلاروسيا، وفقاً لرئاسة البلاد.

العالقون على حدود بولندا - بيلاروسيا.. مأساة متصاعدة ومصير مجهول

واعتقل الجيش البولندي، الخميس، عشرات الذين عبروا الحدود البيلاروسية، في أزمة يحمّل الغرب مسؤوليتها لمينسك.

وتتّهم الحكومات الأوروبية الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بجذب آلاف المهاجرين، خصوصاً من أكراد العراق، إلى الحدود، رداً على فرض عقوبات على نظامه بعد قمع تظاهرات المعارضة العام الماضي.

وترفض مينسك وحليفتها الأبرز موسكو الاتهامات، وتنتقدان الاتحاد الأوروبي لعدم استقباله المهاجرين الساعين إلى عبور الحدود.

المساهمون